‏إظهار الرسائل ذات التسميات عــلـوم الــمـصـائـد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عــلـوم الــمـصـائـد. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 11 أبريل 2016



مقدمة :-
فى البدایة وقبل أن نناقش موضوع هجرة الأسماك فیجب أن نعرف مایشیر إلیه بدرجة الحركة فى الأسماك ویشیر هذا المصطلح إلى مدى إرتباط نوع معین من الأسماك بالمكان الذى تعیش فیه الأسماك ومدى تواجدها فى هذا المكان. هذا وتقسم الأسماك تبعاً لهذا المضمون إلى:
  1. أنواع ثابتة: وتعیش هذه الأسماك فى مناطق ثابته لاتغادرها  وخاصة فى الطور الیافع مثل أنواع المحار والأصداف.
  2. أنواع متوطنة: وهذه الأنواع قادرة على الحركة والتجول ولكنها تفضل البقاء فى مناطق صغیرة المساحة وفى تحركها تقع تحت تأثیر عدة عوامل منها:-
  • حركة یومیة: حیث تتحرك الأسماك عمودیاً تجاه السطح والقاع أثناء اللیل والنهار كما أن بعض الأسماك تقترب من الشاطئ أثناء ساعات اللیل.
  • حركة المد: وفى هذه الحالة یلاحظ أن بعض أنواع الأسماك تتجه إلى الشاطئ عند المد ثم تتقهر تجاه البحر أثناء الجزر.
  • إنتشار عشوائى: بعض الأنواع مثل الأستاكوزا وسمك موسى تجد نفسها تتحرك حركة عشوائیة بدون إتجاه محدد.
  • حركة موسمیة: حیث أن بعض أنواع الأسماك المتوطنة تتحرك تحركاً موسمیاً قصیر حیث تتحرك لتدخل البحیرات هروباً من ماء البحر البارد أو تتحرك إلى المناطق الباردة صیفاً.
  • حركة سنویة: وفى هذا النوع من الهجرة نجد أن أنواع عدیدة من الأسماك مثل أسماك العائلة البوریة تقوم بهجرة سنویة منتظمة وهذه الهجرة تكون للتكاثر أو للبحث عن الغذاء أو لكلیهما معاً مما یصعب على الباحث أن یعزى الهجرة إلى سبب معین.
أما من ناحیة المناطق التى تعیش فیها الأسماك فیمكن تقسیمها كما یلى:

  • أسماك القاع السحیق: وتتواجد أسماك هذه المجموعة على أعماق سحیقة فى المحیط حیث درجات الحرارة المنخفضة والملوحة العالیة والظلام الدامس وتتمیز معظم هذه الأسماك بوجود خلایا فسفوریة تستعمل فى الإضاءة وتمییز الأنواع المختلفة من الغذاء والأسماك الأخرى.
  • أسماك طبقات المیاه المتوسطة: وتعیش هذه الأسماك فى المیاه الواقعة بین القاع والسطح فى المحیط .
  • أسماك سطحیة: وتعیش هذه الأسماك دائماً فى المیاه السطحیة ودائماً بین الساحل والمسافات البعیدة داخل البحر وتتصف هذه الأسماك بأنها سریعة وتضم أسماك الرنجة والتونه وبعضها یتجمع على شكل قطعان وبالتالى تشكل مصدراً جیداً لصید الأسماك.
  • أسماك قاعیة سطحیة: وتضم هذه المجموعة أسماكاً یمكنها أن تعیش على القاع وأیضاً تصعد إلى سطح الماء ویتحدد ذلك بالموسم وتضم هذه المجموعة بعض أنواع القرش.
  • أسماك ساحلیة: وهى أسماك بریة ویندر وجودها بعیداً عن الساحل وغالباً ماتتجول فى مسافة تبعد عن الساحل بحوالى ٢-٤ كم ومثال ذلك أسماك العائلة البوریة. 
  • أسماك Etharinc : وتتمیز أسماك هذه المجموعة بقدرتها على التكیف للمعیشة فى المیاه البحریة ذات الملوحة العالیة وأخرى تقترب من المیاه العذبة كما أنها تتحمل التغیر فى درجات الملوحة ومن أمثلتها أسماك القاروص.
  • أسماك تتوالد فى البحر وتعیش فى المیاه العذبة: ویتوالد هذا النوع فى البحر ثم یتجه إلى المیاه العذبة والبحیرات للبحث عن الغذاء ویمثل ثعبان السمك Eel أهم أسماك هذه المجموعة وكذلك بعض أسماك العائلة البوریة.
  • أسماك تعیش فى البحر وتتوالد فى الأنهار: وتعیش هذه الأسماك بین بیئتین مختلفتین تماماً حیث أنها تعیش فى البحر للغذاء ثم تصعد إلى الأنهار والمجارى المائیة لكى تتوالد فیها مثل أسماك السالمون التى تتواجد بكثرة فى أوروبا.
تعریف هجرة الأسماك
الهجرة فى الكائنات الحیة بوجه عام عبارة عن تحركات جماعیة للإنتقال من بیئة إلى بیئة أخرى بحثاً عن ظروف بیئیة تحتاجها فى مرحلة معینة من مراحل حیاتها، وهجرة الأسماك مثلها مثل أى هجرات أخرى وهى تدل على رغبة الأسماك فى تواجدها قى ظروف ملائمة لحیاتها، وهى لاتخرج عن كونها حلقة من حلقات دورة الحیاة وتتصل إتصالاً وثیقاً بغیرها من الحلقات.
وعلى ذلك یمكن القول بأن هجرة الأسماك تعنى إنتقالها فى مجموعات فى أوقات معینة ولغرض معین فإذا تمت الهجرة فى وقت معین من السنة تسمى هجرة موسمیة، أما إذا تمت فى أوقات معینة من الیوم تسمى هجرة یومیة. وتعتبر الهجرة وتغییر الموطن واحدة من عادات معظم أنواع الأسماك التى لایمكنها أن تتخلى عنها أبداً، وهي تتوارثها بطریقة غریزیة وتتناقلها عبر أجیالها المتعاقبة وكما هو الحال فى ظاهرة هجرة الطیور التى یلفها الكثیر من الغموض، فإن هجرة الأسماك لا تزال تعد بالنسبة لعلماء الأحیاء البحریة سلسلة من الألغاز فلماذا تهاجر الأسماك؟، وكیف تستدل على طریق الهجرة؟، وما الذى یدفعها لإختیار المكان البعید الذى ترغب فى الهجرة إلیه دون غیره وعادة ما تكون هجرة الأسماك محكومة بجدول زمنى بالغ الدقة فهى تهاجر بشكل منتظم وفق المقیاس الزمنى الیومى أو السنوى، بمعنى أنها تنتقل فى یومها من مكان إلى آخر، كما تنتقل بشكل جماعى فى مواسم معینة كفصل الربیع أو الصیف أو الشتاء ومن ذلك مثلاً أن الشواطئ الشرقیة للبحر المتوسط تستقبل بعض أنواع أسماك البحر الأسود التى تهاجر إلیها عبر بحر مرمرة وتقیم هناك فترة الصیف لتعود بعد ذلك إلى موطنها الأصلى وتكثر هجرة الأسماك على نحو خاص بین البحار المفتوحة والمغلقة وأیضاً بین البحار والأنهار وتت ا روح المسافات التى تقطعها الأسماك المهاجرة بین بضع مئات الأمتار وآلاف الكیلومترات ویرجح العلماء أن یكون البحث عن الغذاء وإیجاد الظروف المناسبة للتكاثر من أهم أسباب هجرة الأسماك ومع ذلك، فلقد عثر العلماء على أسماك لا تتوقف عن الهجرة الجماعیة دون أن یتمكنوا من معرفة أسباب هذا السلوك. وتهاجر بعض أنواع الأسماك بین المیاه المالحة للبحار والمحیطات ومیاه الأنهار والبحیرات غیر المالحة وهناك الكثیر من الأسماك التى تعیش فى میاه البحار ولكنها لا تتكاثر وتضع بیضها إلا فى المیاه العذبة ومن أشهرها بعض أنواع السالمون وبعض الأسماك تفعل عكس ذلك حیث تعیش فى المیاه العذبة ولكنها لا تضع بیضها إلا فى المیاه المالحة، كما أكتشفت أنواع من الأسماك تعیش فى المیاه العذبة والمالحة خلال بعض مراحل دورتها الحیاتیة دون أن یكون للتكاثر أیة علاقة بهذا السلوك وبالطبعة فإن هناك بعض أنواع الأسماك التى تهاجر فى المیاه العذبة فقط دون أن تقترب من المیاه المالحة، كما أن العكس صحیح أیضاً ولقد أثارت ظاهرة الهجرة المستمرة لأسماك السالمون حیرة علماء الأحیاء المائیة ولعله من أغرب أنواع الأسماك على الإطلاق وخاصة من حیث سلوكه التكاثري حیث یستوطن البحار والمحیطات المالحة إلا أنه لایتكاثر فیها بل یفضل وضع بیضه فى جداول الأنهار العذبة ولا تلبث یرقات الأسماك الجدیدة أن تخرج من بیضها حتى تسارع بدوافعها الغریزیة إلى التوجه نحو البحر من جدید لتقضى هناك عدة سنوات ثم تعود بعد ذلك إلى الجداول ذاتها لوضع بیضها ثم تموت بعد ذلك وكأنها تنتحر بعد إستكمال دورة حیاتها وللسالمون قدرة عجیبة على السباحة بعكس تیار النهر حتى لیبدو عند الشلالات وكأنه لاعب جمباز عالى المهارة فى القفز إلى الأعلى من فوق المیاه الغزیرة الساقطة ولهذا السبب كان بناء السدود على الأنهار التى یكثر فیها السالمون وبالاً علیه لأنه لا یقبل أن یضع بیضه إلا عند منابعها العلیا والكثیر من الدول مثل كندا والولایات المتحدة، عمدت إلى وضع ضوابط هندسیة أثناء بناء السدود بحیث تبقى على بعض القنوات التى تسمح للسالمون بمتابعة طریقه إلى أعالي المجرى المائى للنهر حتى یتكاثر هناك.
وتعد الهجرة العامودیة vertical migration سلوكاً یومیاً عادیاً بالنسبة للعدید من أنواع الأسماك حیث تصعد إلى سطح میاه البحار لیلا لإقتناص غذائها ثم تعود بعد ذلك إلى الأعماق.
ولقد أظهرت الأبحاث البحریة أن تغیر درجات حرارة الكتل المائیة البحریة تلعب دوارً هاماً فى التأثیر على ظاهرة هجرة الأسماك ومن ذلك مثلاً ما لوحظ من أن أسماك التونه الضخمة تهاجر عادة بین إتجاهى الشمال والجنوب خلال السنة بحیث تقضى نصفها وهي تتجه شمالاً فى فصلى الدفء والاعتدال (الصیف والربیع) ثم تعود خلال نصفها الثاني جنوباً فى الفصلینالأكثر برودة ویعرف الصیادون العاملون فى المصاید الكبرى لأعالى البحار هذه الحقائق ویعملون بموجبها للعثور على أسراب أسماك التونه وقطع طریقها بإصطیادها بالرماح أو الشباك الجرافة الضخمة وتتمیز مسافات الهجرة بالنسبة للأسماك البحریة بأنها طویلة جداً قد تصل إلى عشرات الآلاف من الكیلومترات وتكون أقصر بالنسبة لأسماك المیاه العذبة التى تكتفى أحیاناً بالهجرة بین البحیرات وجداول الأنهار أو العكس.
وتعد الهجرة من السلوكیات الهامة للأسماك حتى تبقى على قید الحیاة ولهذا السبب فإن أیة عوائق تعترض سبیل الأسماك المهاجرة لابد وأن تعرضها للهلاك وكثیراً ما یحدث هذا بالنسبة للأسماك النهریة عند بناء السدود أو إنخفاض مستوى میاه النهر بسبب الإفراط فى إستخدامها للرى أما فى میاه البحار المفتوحة فإنه من النادر جداً أن تصادف الأسماك المهاجرة العوائق التى تمنعها من بلوغ مقاصدها ویكون تغییر المعالم الطبیعیة لمصبات الأنهار فى البحار والمحیطات من أهم الأخطار المحدقة بالأسماك التى أعتادت الهجرة بینها لأن منعها من الإنتقال بین هاتین البیئتین یعنى ضیاع فرص التكاثر علیها مما یؤدى فى النهایة إلى إنقراضها.
وتتم هجرة الأسماك لأسباب مختلفة وهى إما هجرة للتغذیة أو هجرة للتكاثر أو هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة.

  • هجرة الأسماك للتغذیة: وهى تحركات الأسماك بعیداً عن مناطق التكاثر أو مناطق المشاتى للبحث عن مناطق وفیرة الغذاء حیث تهاجر بعض أنواع الأسماك تاركة المكان الذى تعیش فیه إلى مكان آخر یكون أخصب من المكان الأول حیث یتوافر فیه الغذاء اللآزم لهذه الأسماك ومثال ذلك ماكان یحدث على سواحلنا المصریة الشمالیة قبل بناء السد العالى حیث كان الفیضان یأتى إلى البحر المتوسط بمیاه النیل المحملة بالطمى والأملاح والتى تعمل على إزدهار البلانكتون بالقرب من تلك السواحل فتهاجر أفواج السردین من البحر إلى الشاطئ للحصول على الغذاء الوفیر فى هذه السواحل، وعندما أختفت ظاهرة الفیضان لم تصبح خصوبة هذه السواحل بالقدر الذى كان یحدث أثناء الفیضان قبل بناء السد العالى مما أدى إلى إنخفاض كثافة أسماك السردین فى هذه المناطق وبالتالى قلت كمیات السردین التى یتم صیدها بالإضافة إلى إنخفاض كمیات أسماك التونه التى یتم صیدها والتى كانت تهاجر متتبعه لأسماك الرنجة والسردین وغیرها من الأسماك الصغیرة التى تشكل الغذاء الأساسى لها. وتتم الهجرة الرأسیة فى الأسماك بصعود أنواع معینة من الأسماك فى اللیل لمسافات قد تصل على ٦٠٠ متر (عندما ینضب الغذاء) حیث یتوفر الغذاء، ثم تعود إلى الأعماق ثانیة فى الصباح فتنقل المادة العضویة بسرعة إلى أعماق كبیرة سواء فى صورة غذاء أو روث للأحیاء الأخرى. وعادة تبدأ هذه الهجرة أثناء وضع البیض حیث تقوم التیا ا رت المائیة بنقل البیض أو الیرقات إلى أماكن توافر الغذاء بدون أن تبذل الیرقات أى مجهود، وتسمى الهجرة فى هذه الحالة بالهجرة السلبیة negative migration ومن أمثلتها عودة یرقات أسماك الثعابین إلى موطنها الأصلى أو التى یحمل فیها تیار المحیط الأطلنطى بیض ویرقات أسماك الرنجة لمسافات طویلة من سواحل النرویج إلى مناطق الغذاء. وهناك هجرات عمودیة سلبیة للبیض أو الیرقات مثل التى تحدث لبیض الأسماك الطیارة والتى تضع بیضها فى الطبقات السطحیة من المحیط فتحمله التیا ا رت الهابطة إلى أسفل حتى عمق مناسب تفقس فیه الیرقات حیث یتوفر لها الغذاء والحمایة من الأعداء. وهناك الهجرات الإیجابیة والتى تقوم فیها الیرقات بالحركة عمودیاً بحثاً عن الغذاء من اللآفقاریات والهائمات ومثال ذلك أسماك الكود التى تتحرك بعد ف ا رغها من وضع البیض إلى الشرق وتتغذى بشراهة لتعوض الفقد والإجهاد الذى تعرضت له أثناء هجرة وضع البیض، كما تقوم أسماك الرنجة بهجرات غذائیة واسعة النطاق متجهه إلى البحار المفتوحة فى الشمال والشرق حیث تتوافر الهائمات التى تتغذى علیها وتتبعها فى هجرتها بعض الأسماك المفترسة التى تفترسها مثل أسماك قرش الرنجة والتونة. وهناك هجرات عمودیة للأسماك البحریة بحثاً عن الغذاء فى الطبقات المختلفة والدافع الرئیسى لهجرة الأسماك الغذائیة هو تعرضها لإجهاد الشدید خلال فت ا رت التكاثر وحاجتها الماسة للغذاء لتعوض مافقدته سواء أثناء الهجرة أو وضع البیض. وتحرك الأسماك خلال الكتل الغذائیة یكون مرتبطاً بكثافة الغذاء فهى تتحرك بحثاً عن المناطق الأكثر كثافة لتحصل على الغذاء منها بالمعدل المطلوب للتعویض، لذلك فالتعرف على كثافة الغذاء تمكننا من تحدید المدة التى یمكن أن تمكثها الأسماك فى هذه المناطق، وعادة ماتخزن دهون خلال فترة هجرتها الغذائیة تكفیها خلال فترة التشتیة والتى یقل فیها الغذاء.
  • هجرة الأسماك للتكاثر: تهاجر بعض الأسماك من الأماكن التى تعیش فیها (أماكن التغذیة) إلى منطقة أخرى تكون ظروفها الطبیعیة والكیمیائیة والبیولوجیة مناسبة لوضع وفقس البیض ونمو الیرقات وتوفر لها الحمایة من الأعداء ویطلق على هذا النوع من الهجرة هجرة التكاثر. وعلى ذلك یمكن تعریف الهجرة التناسلیة على أنها تجمع مجموعة كبیرة من أسماك تنتمى لنفس النوع بغرض التكاثر فى وقت معین من العام و فى أماكن معینة. ویمكن إثبات الهجرة التناسلیة بتحدید كثافة الأسماك فى الأوقات العادیة وفى أوقات الهجرة حیث تزید أعداد الأسماك خلال الهجرة بما لایقل عن ثلاثة أضعاف أعدادها فى الأوقات العادیة، ویمكن إثباتها بد ا رسة معامل المناسل/الجسم والذى یزید بصورة واضحة خلال فترة التبویض كما یمكن الإستعانة بعامل هام آخر هو وجود بیض ویرقات هذه الأنواع فى هذا الوقت من العام وتحدید كثافتها مما یؤكد حدوث عملیة التبویض. وفى بعض الأنواع یكون هذا التجمع هو الوسیلة الوحیدة للتكاثر مما یسبب إنق ا رض بعض الأنواع نتیجة صیدها بأعداد كبیرة جد اً خلال رحلة التبویض خاصة الأسماك التى تضع بیض عائم و لیس بیض قاعى.
ویمكن تقسیم الهجرة بغرض التناسل إلى أربعة أنواع:

  1. الهجرة من البحر إلى النهر: وفیها تعیش الأسماك فى البحر وتدخل خلال موسم التكاثر إلى میاه الأنهار ویمیز هذا النوع من الهجرة الغالبیة العظمى من الأسماك المهاجرة مثل أسماك السالمون والحفش.
  2.  الهجرة من النهر إلى البحر: وفیها تعیش الأسماك فى النهر وتخرج إلى البحر عند حلول موسم التكاثر ومن أمثلة ذلك هجرة سمك الثعبان.
  3. الهجرة خلال المیاه المالحة: وفیه تتحرك الأسماك بین مناطق التغذیة ومناطق التكاثر داخل المیاه المالحة مثل مایحدث فى أسماك السردین والرنجة.
  4. الهجرة خلال المیاه العذبة: وفیه تقوم الأسماك التى تعیش فى البحیرات العذبة بالهجرة إلى الأنهار للتكاثر فیها أو الهجرة من البحی ا رت إلى الشواطئ لتضع بیضها بین النباتات المائیة والمناطق الضحلة.

وعادة ماتبدأ هجرة الأسماك للتكاثر قبل موعد وضع البیض بفترات قصیرة فیما عدا أنواع معدودة من الأسماك مثل الثعابین، ویلاحظ عند صعود الأسماك إلى الأنهار أنها تمتنع عن التغذیة إمتناعاً تاماً وتعتمد فى حركتها على الطاقة المخزنة فى أجسامها أثناء تواجدها فى البحار ویفسر ذلك حالة الإجهاد الشدید الذى تكون علیه الأسماك فى نهایة رحلة الهجرة.
ومن أمثلة هجرة الأسماك للتكاثر:

  •  أسماك العائلة البوریة التى تعیش فى نهر النیل والترع والبحی ا رت فى موسم التكاثر حیث تخرج هذه الأسماك فى أفواج كبیرة عن طریق البواغیز والفتحات المتصلة بالبحر لتضع بیضها فى میاه البحر وعندما یفقس البیض وتخرج منه الی رقات تعود هذه الیرقات مرة أخرى إلى میاه النیل والبحی ا رت للتغذیة والنمو.
  •  یعیش ثعبان السمك الأوروبى والأمریكى فى الأنهار إلى أن یصل عمره ٧-١٠ سنوات فیهاجر تاركاً الأنهار ویخرج إلى البحر متجهاً إلى مكان معین فى المحیط الأطلنطى فى البحر الكاریبى حول جزر بهاما وهناك تضع الأسماك البیض على أعماق معینه فى الماء ثم تموت بعد ذلك وبعد أن یفقس البیض تعود الیرقات إلى موطن الآباء الأصلى على بعد الآف الكیلومت ا رت وقد تستغرق هذه الرحلة سنوات عدیدة وتتكرر الرحلة والتى قد تهتدى فیها الأسماك إلى أوطانها بإستخدام روائح نباتات ممیزة أو روائح التربة وربما تستخدم إتجاه الشمس كما فى هجرة الطیور كما قد تستخدم الأسماك مجال الأرض المغناطیسى فى إبحارها بجانب المؤث ا رت الأخرى من تیاارت ودرجات الحرارة ووفرة الغذاء ثم تتجه إلى مصبات الأنهار حیث تدخل إلى النهر للتغذیة والنمو وعندما تصل إلى مرحلة التزاوج والتكاثر تعاود رحلة الآباء مرة أخرى للتكاثر.
  • أسماك السالمون وهى فى هجرتها للتكاثر تسلك سلوكاً معاكساً لأسماك البورى وأسماك الثعبان فأسماك السالمون تعیش فى البحر وفى موسم التكاثر تهاجر هذه الأسماك إلى داخل الأنهار سابحة عكس تیار الماء حتى تصل إلى منابع الأنهار فتضع بیضها وبعد أن یفقس وتصل الصغار فى نموها إلى حجم معین تعود مرة أخرى إلى البحر.
  • أسماك التونه التى تعیش فى غرب أسبانیا والبرتغال وفى البحر المتوسط تهاجر فى موسم التكاثر لتضع بیضها فى منطقة بین جزیرتى صقلیة وسردنیا.
  • تشكل أسماك البربونى جزءاً هاماً من مصاید البحر الأحمر حیث تستخدم لعدة أغراض منها الحفظ والتملیح كما تستخدم صغار البربونى كطعم لصید الأسماك الكبیرة مثل البیاض، وتهاجر أسماك البربونى فى بدایة صیف كل عام لمدة ٤٥ یوم اً على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة أسبوعان ویفصل بین المرحلة والتى تلیها أسبوعان، وترتبط الهجرة السنویة للبربونى بالقمر فهى تبدأ مع إكتمال القمر وتقدر أعداد الأسماك فى الرحلة الواحدة بعشرات الآلاف یصاد منها أعداد كبیرة جداً تقدر أیضا بالآلاف. و قد ذكر العلماء أن الهجرة الأولى تهدف إلى إستكشاف الغذاء والثانیة للتناسل والثالثة غذائیة. كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن الهجرات الثلاث تتم بهدف التكاثر لكنها مسبوقة بهجرة غذائیة لتوفیر بعض الطاقة اللازمة للتناسل.
ولكن ما الذى یدفع هذه الأنواع لتقوم برحلة تكلفها آلاف الأف ا رد كل عام؟ لابد وأن هناك بعض الفوائد لهذه التجمعات نذكر منها:

  • تعزیز فرص البیض والیرقات فى البقاء والحیاة وفرص إمداد الأجیال الجدیدة بأفراد جدیدة والتیاارت المائیة فى مواقع التجمع تسهل إنتشار البیض والیرقات إلى أماكن بعیدة عن الشاطىء أو إلى المیاه المفتوحة مما یساعدها على النمو بشكل أفضل بعیدا عن المفترسات.
  • الحد من تعرض الأسماك البالغة للإفت ا رس لأنها تتواجد فى أعداد كبیرة.
  • تنظیم نسبة الإناث للذك ور فى بعض المجتمعات.
  • تساعد تضاریس وطبیعة موقع التجمع على حمایة الأسماك المهاجرة خاصة أسماك الوقار التى تفضل الهجرة إلى أماكن الشعاب المرجانیة للاحتماء بها.
  • الهجرة إلى أماكن غنیة بالغذاء مثل هجرة البربونى إلى الأماكن الرملیة الساحلیة الغنیة بالدیدان قبل القیام بعملیة التبویض.
  • إطلاق بیض بأعداد كبیرة فى نفس الوقت یفقد المفترسات التى تتغذى على البیض القدرة على رؤیته ومن ثم إفت ا رسه.
  • التواجد بأعداد كبیرة یسهل العثور على شریك فى عملیة التكاثر ثمن باهظ توجد ظاهرة التجمع للتكاثر فى العدید من أسماك الشعاب المرجانیة بالبحر الأحمر ومن أبرزها البربونى والشعور والبهار لذا تحتاج هذه الأنواع للحمایة من المخاطر الناتجة عن الصید و السیاحة وأحیاناً الدارسات العلمیة.
الأضرار الناتجة عن هجرة الأسماك للتناسل:
تجمع الأسماك فى مواسم ومواقع محددة یجعلها عرضة للصید وبكثافة لأنها تكون هدفاً سهلاً للصیادین وقد أصبح إستهداف الأسماك أثناء التبویض أمراً شائعاً حیث تستهدف أسماك البربونى والشعور بالبحر الأحمر حتى تناقصت أعدادها فى الآونة الأخیرة بشكل ملحوظ لذلك لابد من حمایة هذه الأنواع.
صید الأسماك بكمیات كبی رة فى موسم التبویض یقلل من إنتاج البیض ویؤدى إلى عدم إتزان نسبة الاناث إلى الذكور وبذلك یؤثر على المخزون السمكى.
یتم الصید أثناء رحلة الأسماك أو بمجرد وصولها إلى موقع التكاثر وبذلك لاتتاح الفرصة للأسماك لتضع البیض ویحرم عدد كبیر من الأسماك من المشاركة فى عملیة التكاثر وفى الغالب تستمر عملیة التكاثر طوال فترة التجمع و ینتج عن ذلك صید الأسماك أو إنتشارها مما یتسبب فى فقد البیض والیرقات والتى غالباً ما تنمو فى ظروف بیئیة غیر ملائمة.
كما تمثل السیاحة تهدیداً إضافیاً للتجمعات التكاثریة لأسماك الشعاب فممارسة الأنشطة السیاحیة المختلفة من غوص وسباحة وغیرها فى مواقع تمثل مواقع تكاثر قد یمنع تكون هذه التجمعات أو یفسد سلوك التكاثر عند الأسماك وهذا یقلل من نشاطها التكاثرى وبالتالى یؤثر على المخزون السمكى لها.
الأبحاث العلمیة و الد ا رسات البحریة: یمكن أن یكون لها نفس تأثیر السیاحة من حیث إحداث ضوضاء وإزعاج للأسماك مما یمنع تكوین التجمعات التناسلیة.

  • هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة: إذا حدث تغیر فى واحد أو أكثر من الظروف الطبیعیة أو الكیمیائیة فى البیئة التى تعیش فیها الأسماك فإنها تنتقل إلى بیئة أخرى حیث الظروف تكون أكثر ملائمة. فإذا كان إنتقال الأسماك فى مجموعات سمیت هذه الظاهرة هجرة وأهم الظروف الطبیعیة والكیمیائیة التى تدفع الأسماك إلى الهجرة مایلى:


  1. درجة الحرارة: وهى عبارة عن هجرة الأسماك مبتعدة عن مناطق الغذاء والتكاثر لتمضى فترةالشتاء فیها وهو مایطلق علیه التشتیة Over-witering أو البیات الشتوى وهى جزء لایتجزأ من   دورة حیاة الأسماك وخلال هذه الفترة یحدث إنخفاض شدید فى النشاط والإمتناع الكامل أو الإنخفاض الحاد فى معدلات إستهلاك الغذاء بالإضافة إلى إنخفاض معدلات التمثیل الغذائى داخل الجسم وتتجه الأسماك خلال هذه الفترة إلى مناطق تت وافر فیها عوامل الحمایة والأمن وتخزن الأسماك فى أجسامها كمیات من الدهن تكفیها لعبور هذه الفترة من حیاتها بأمان. وتتحرك الأسماك السطحیة خلال موسم التشتیة مبتعدة عن الشواطئ وتتجه إلى الأعماق ١٥٠-٣٠٠ متر تقضى فیها شهور الشتاء فى تجمعات ضخمة، وهذه الظاهرة    تحدث فى أسماك المیاه العذبه التى تعیش فى البحیرات والمیاه الراكدة أكثر من الأسماك التى تعیش فى الأنهار. ویرتبط إستعداد الأسماك لهجرة الشتاء بمقدار ما قامت بتخزینه من دهون فالأسماك التى خزنت دهون كافیه تبدأ فى عملیات الهجرة الشتویة أما التى لم تستعد فإنها تستمر خلال فترة الشتاء فى البحث عن الغذاء وتناوله، ومما هو جدیر بالذكر أن جمیع الهجرات (التكاثر، التغذیة، التشتیة) كلها حلقات فى دورة هجرة واحدة ربما تتكرر من ١-١٠ مرات أو أكثر فى حیاة السمكة. وتعتبر دراسة هجرة الأسماك فى مجال المصاید السمكیة هامه جداً فالتعرف على أوقات هجرة الأسماك ومساراتها والعوامل التى تتحكم فیها یمكننا من تحدید أماكن الأفواج الضخمة والتى تجعل من عملیة الصید أكثر سهولة ومنفعة كما أن وجود هذه التجمعات السمكیة الهائلة فى حیز مائى ضیق مثل مصب نهر یجعلها فى متناول شباك الصید. ولقد أثبتت الدراسات الفسیولوجیة أن الأسماك تكون فى أسوأ حالاتها فى موسم وضع البیض نظراً للإجهاد الشدید الذى تتعرض له والمجهود الذى تبذله أثناء تكوین وتطور الجهاز التناسلى ولذلك فإن أفضل حالات الصید یمكن أن تتم بعد موسم هجرة الغذاء وقبل موسم وضع البیض على ألا یضر هذا بالأجیال التالیة وعلى أساس البیانات السابقة التى یمكن التعرف على موعد وصول الأفواج السمكیة وأماكنها والحالة الغذائیة لها وكمیة الدهون المخزنة فى أجسامها. تهاجر كثیر من الأسماك نحو خط الإستواء فى فصل الشتاء ونحو القطبین فى فصل الصیف كذلك فإن معظم الأسماك النیلیة تنتقل إلى القاع فى اللیالى شدیدة البرودة فى فصل الشتاء كما أن أسماك الماكریل فى شمال أو ر وبا تختفى من طبقات الماء السطحیة عندما تنخفض درجة حرارة الماء حیث تنتقل إلى أعماق تصل إلى مئات الأمتار ولا تظهر إلا فى الربیع عندما ترتفع درجة الح ا ررة ویطلق على هذه الهجرة هجرة قضاء فترة الشتاء. وعلى العكس من ذلك نجد أن الأسماك التى تتأثر بإرتفاع درجة الحرارة تنتقل بعیداً عن سطح الماء عندما ترتفع درجة حرارة الماء السطحى وتعود إلى سطح الماء مرة أخرى عندما تعود درجة ح ا ررة الماء السطحى إلى طبیعتها. ولكل نوع من الأسماك درجة حرارة مثلى وقد تتغیر هذه الدرجة أحیاناً بتقدم الأسماك فى العمر. وتهاجر الأسماك عند حدوث تغی ا رت فى درجة الحرارة عن المعدلات المناسبة إلى منطقة أخرى تكون درجة الح ا ررة فیها أكثر ملائمة وإلا ماتت هذه الأسماك. ویلاحظ ذلك فى الأسماك النیلیة فى اللیالى شدیدة البرودة إذا كانت هذه الأسماك تعیش فى ترع أو مصارف غیر عمیقة. ویتسبب التغیر المفاجئ فى درجة حرارة الماء فى موت الأسماك. وتساعد دارسة درجات الحرارة الملائمة لكل نوع من الأسماك ومعرفة معلومات عن تأثیر التغیر فى درجات الحرارة فى مناطق الصید على مدار السنة القائمین بعملیات الصید من تحدید الأماكن والأوقات التى تتواجد عندها الأنواع المختلفة من الأسماك ویمكنهم أیض اً من التنبؤ بكمیات الأسماك المحتمل صیدها من الأماكن المختلفة.
  2. الضوء : تتأثر الأسماك بالضوء بدرجات متفاوته ویهاجر بعضها هجرة یومیة من القاع فى إتجاه السطح أو بالعكس تبعاً لدرجة تأثرها بالضوء ویتوقف تأثر الأسماك بالضوء على العوامل التالية :
  • نوع السمكة: فهناك أسماك تتجه دائماً نحو الضوء وأسماك تتجه بعیداً عن الضوء وأنواع من الأسماك لا یؤثر الضوء على حركتها.
  • عمر السمكة: لوحظ انه عند صید أسماك الرنجة بمساعدة الضوء الصناعى أن الأسماك صغیرة العمر تنجذب بشدة نحو الضوء فى حین أن الأسماك الكبیرة تكون على مسافات أبعد منها.
  • حالة السمكة: قد تكون الأسماك التى تتجه دائماً نحو الضوء فى بعض الأوقات خاملة الحركة لا تستجیب للضوء بسهوله بینما تكون فى الأوقات الأخرى نشیطة تستجیب سریعاً للضوء. وفى موسم التكاثر تقل إستجابة الأسماك للضوء.
  • لون الضوء: تنجذب بعض الأسماك إلى ألوان معینة من الضوء فبعضها ینجذب إلى اللون الأصفر أو الأزرق أو غیرها من الألوان.
  • كمیة أو شدة الضوء: لوحظ أن بعض أنواع السردین تتحرك بعیداً عن السطح فجأة أثناء النهار عندما تنخفض شدة الضوء نتیجة تكاثر السحب وحجبها لأشعة الشمس من الوصول إلى سطح الماء.
  • إنطلاق الضوء الفجائى: تنجذب بعض أنواع الأسماك نحو الضوء لحظة إنطلاقة ولكنها تختفى بعد ذلك إذا كانت كمیة الضوء لاتتلائم مع طبیعة السمكة.
وتفید دارسة تأثیر الضوء على الأسماك الصیادین فى الآتى:

  • معرفة أوقات تواجد الأنواع المختلفة من الأسماك والأعماق التى تتواجد علیها على مدار الیوم وتغیرها بتغیر شدة الإضاءة وذلك لإختیار أفضل وأنسب طرق ووسائل الصید.
  • دارسة تأثیر رؤیة السمكة للشباك على عملیات الصید فلقد وجد أن الشباك الخیشومیة أكثر فاعلیة فى عملیات الصید أثناء اللیالى المظلمة والمیاه العكرة وهى تصنع من خیوط رفیعة ویتم إختیار لونها بحیث تكون غیر مرئیة عند وضعها فى الماء. أما الصید بالسنار وخاصة للأسماك التى تعتمد على الرؤیة فى مهاجمة فریستها فإن صیدها یكون أكثر سهوله فى المیاه الصافیة عندما تكون كمیة الضوء كافیة لرؤیة السطح سواء كان طبیعیاً أو صناعیاً.
  • إستخدام الأضواء الصناعیة فى جذب الأسماك، حیث تستخدم لجذب بعض أنواع الأسماك السطحیة الإیجابیة للضوء مع طرق الصید بالشباك الحلقیة وبعض الج ا رفات الساحلیة والسنار والصید بالمضخات ویستخدم الضوء فوق سطح الماء أو فى أعماق قریبة من السطح وفى الحالة الأخیرة یشترط إستخدام مصابیح غیر منفذه للماء.
  • بجانب إنجذاب بعض الأسماك للضوء یلاحظ أن الأسماك الصغیرة تتجمع قریباً من الضوء جاذبة وراءها الأسماك الكبیرة.
  • فى بعض الأحیان یكون الضوء بالإضافة إلى تأثیره المباشر على السمكة الإیجابیة للضوء علامة على تواجد الطعام فقد وجد أن الأسماك الجائعة تكون أسرع للإنجذاب للضوء من الأخرى..... كذلك وجد أن الأسماك التى تمتنع عن الغذاء فى فترة وضع البیض لاتمیل للإنجذاب للضوء.

  • 3. الملوحة: تنقسم الأسماك من حیث تحملها للملوحة إلى ثلاثة أقسام:
  1. أسماك المیاه العذبة مثل البیاض وقشر البیاض والشال.
  2. أسماك المیاه المالحة مثل المیاس والدنیس والسردین والتونة.
  3. أسماك یمكنها أن تعیش فى كلاً من المیاه العذبة والمیاه المالحة مثل أسماك العائلة البو ریة والحنشان (ثعبان السمك) والسالمون.

ومن الملاحظ أن بعض أسماك المیاه العذبة یمكنها أن تتحمل إرتفاعاً بسیطاً فى درجة الملوحة فتتواجد فى بحیرات شمال الدلتا بالقرب من المصارف كما أن سمكة البلطى الأخضر أستطاعت أن تتأقلم لتعیش فى بحیرة قارون حیث الملوحة المرتفعة وبصفة عامة فلكل نوع من أنواع الأسماك مدى من درجات الملوحة تستطیع أن تتحمله وتموت السمكة إذا إرتفعت درجة الملوحة أو إنخفضت عن هذا المدى المناسب لها كما أن لكل نوع من الأسماك حد أمثل من الملوحة تقوم فیه السمكة بأوجه نشاطها الحیوى بطریقة مثلى وتهاجر السمكة تاركة مكانها إذا تغیرت درجة الملوحة إلى مكان أفضل حتى تستطیع مواصلة حیاتها. تتجه زریعة أسماك البورى والطوبار الموجودة فى البحر وتتجمع حول البواغیز وطلمبات الصرف حیث تصب میاه تقل ملوحتها عن ملوحة میاه البحر كذلك تتجه الأسماك النیلیة التى تعیش فى بحی ا رت شمال الدلتا بالقرب من المصارف وموارد المیاه العذبة فى البحیرة.

  • 4. الأكسجین الذائب فى الماء: تهاجر الأسماك إلى المیاه الغنیة بالأكسجین حتى لو كان الغذاء فى هذه المناطق قلیلا كما أنها لاتبقى طویلاً فى المیاه التى ینخفض محتواها من الأكسجین الذائب فى الماء حتى لو توافر الغذاء بكمیات كبیرة فى هذه المناطق.
  • 5. التیارات البحریة: هناك علاقة بین كمیات الصید من الأسماك السطحیة وبین التیارات البحریة فى المنطقة وتتأثر هذه التیارات بإتجاه وسرعة الریح فى المنطقة وإرتفاع الموج وقد تمكن الصیادین من معرفة تحركات الأسماك طوال العام.

هجرة الأسماك

10:47 ص  |  تعليق واحد



مقدمة :-
فى البدایة وقبل أن نناقش موضوع هجرة الأسماك فیجب أن نعرف مایشیر إلیه بدرجة الحركة فى الأسماك ویشیر هذا المصطلح إلى مدى إرتباط نوع معین من الأسماك بالمكان الذى تعیش فیه الأسماك ومدى تواجدها فى هذا المكان. هذا وتقسم الأسماك تبعاً لهذا المضمون إلى:
  1. أنواع ثابتة: وتعیش هذه الأسماك فى مناطق ثابته لاتغادرها  وخاصة فى الطور الیافع مثل أنواع المحار والأصداف.
  2. أنواع متوطنة: وهذه الأنواع قادرة على الحركة والتجول ولكنها تفضل البقاء فى مناطق صغیرة المساحة وفى تحركها تقع تحت تأثیر عدة عوامل منها:-
  • حركة یومیة: حیث تتحرك الأسماك عمودیاً تجاه السطح والقاع أثناء اللیل والنهار كما أن بعض الأسماك تقترب من الشاطئ أثناء ساعات اللیل.
  • حركة المد: وفى هذه الحالة یلاحظ أن بعض أنواع الأسماك تتجه إلى الشاطئ عند المد ثم تتقهر تجاه البحر أثناء الجزر.
  • إنتشار عشوائى: بعض الأنواع مثل الأستاكوزا وسمك موسى تجد نفسها تتحرك حركة عشوائیة بدون إتجاه محدد.
  • حركة موسمیة: حیث أن بعض أنواع الأسماك المتوطنة تتحرك تحركاً موسمیاً قصیر حیث تتحرك لتدخل البحیرات هروباً من ماء البحر البارد أو تتحرك إلى المناطق الباردة صیفاً.
  • حركة سنویة: وفى هذا النوع من الهجرة نجد أن أنواع عدیدة من الأسماك مثل أسماك العائلة البوریة تقوم بهجرة سنویة منتظمة وهذه الهجرة تكون للتكاثر أو للبحث عن الغذاء أو لكلیهما معاً مما یصعب على الباحث أن یعزى الهجرة إلى سبب معین.
أما من ناحیة المناطق التى تعیش فیها الأسماك فیمكن تقسیمها كما یلى:

  • أسماك القاع السحیق: وتتواجد أسماك هذه المجموعة على أعماق سحیقة فى المحیط حیث درجات الحرارة المنخفضة والملوحة العالیة والظلام الدامس وتتمیز معظم هذه الأسماك بوجود خلایا فسفوریة تستعمل فى الإضاءة وتمییز الأنواع المختلفة من الغذاء والأسماك الأخرى.
  • أسماك طبقات المیاه المتوسطة: وتعیش هذه الأسماك فى المیاه الواقعة بین القاع والسطح فى المحیط .
  • أسماك سطحیة: وتعیش هذه الأسماك دائماً فى المیاه السطحیة ودائماً بین الساحل والمسافات البعیدة داخل البحر وتتصف هذه الأسماك بأنها سریعة وتضم أسماك الرنجة والتونه وبعضها یتجمع على شكل قطعان وبالتالى تشكل مصدراً جیداً لصید الأسماك.
  • أسماك قاعیة سطحیة: وتضم هذه المجموعة أسماكاً یمكنها أن تعیش على القاع وأیضاً تصعد إلى سطح الماء ویتحدد ذلك بالموسم وتضم هذه المجموعة بعض أنواع القرش.
  • أسماك ساحلیة: وهى أسماك بریة ویندر وجودها بعیداً عن الساحل وغالباً ماتتجول فى مسافة تبعد عن الساحل بحوالى ٢-٤ كم ومثال ذلك أسماك العائلة البوریة. 
  • أسماك Etharinc : وتتمیز أسماك هذه المجموعة بقدرتها على التكیف للمعیشة فى المیاه البحریة ذات الملوحة العالیة وأخرى تقترب من المیاه العذبة كما أنها تتحمل التغیر فى درجات الملوحة ومن أمثلتها أسماك القاروص.
  • أسماك تتوالد فى البحر وتعیش فى المیاه العذبة: ویتوالد هذا النوع فى البحر ثم یتجه إلى المیاه العذبة والبحیرات للبحث عن الغذاء ویمثل ثعبان السمك Eel أهم أسماك هذه المجموعة وكذلك بعض أسماك العائلة البوریة.
  • أسماك تعیش فى البحر وتتوالد فى الأنهار: وتعیش هذه الأسماك بین بیئتین مختلفتین تماماً حیث أنها تعیش فى البحر للغذاء ثم تصعد إلى الأنهار والمجارى المائیة لكى تتوالد فیها مثل أسماك السالمون التى تتواجد بكثرة فى أوروبا.
تعریف هجرة الأسماك
الهجرة فى الكائنات الحیة بوجه عام عبارة عن تحركات جماعیة للإنتقال من بیئة إلى بیئة أخرى بحثاً عن ظروف بیئیة تحتاجها فى مرحلة معینة من مراحل حیاتها، وهجرة الأسماك مثلها مثل أى هجرات أخرى وهى تدل على رغبة الأسماك فى تواجدها قى ظروف ملائمة لحیاتها، وهى لاتخرج عن كونها حلقة من حلقات دورة الحیاة وتتصل إتصالاً وثیقاً بغیرها من الحلقات.
وعلى ذلك یمكن القول بأن هجرة الأسماك تعنى إنتقالها فى مجموعات فى أوقات معینة ولغرض معین فإذا تمت الهجرة فى وقت معین من السنة تسمى هجرة موسمیة، أما إذا تمت فى أوقات معینة من الیوم تسمى هجرة یومیة. وتعتبر الهجرة وتغییر الموطن واحدة من عادات معظم أنواع الأسماك التى لایمكنها أن تتخلى عنها أبداً، وهي تتوارثها بطریقة غریزیة وتتناقلها عبر أجیالها المتعاقبة وكما هو الحال فى ظاهرة هجرة الطیور التى یلفها الكثیر من الغموض، فإن هجرة الأسماك لا تزال تعد بالنسبة لعلماء الأحیاء البحریة سلسلة من الألغاز فلماذا تهاجر الأسماك؟، وكیف تستدل على طریق الهجرة؟، وما الذى یدفعها لإختیار المكان البعید الذى ترغب فى الهجرة إلیه دون غیره وعادة ما تكون هجرة الأسماك محكومة بجدول زمنى بالغ الدقة فهى تهاجر بشكل منتظم وفق المقیاس الزمنى الیومى أو السنوى، بمعنى أنها تنتقل فى یومها من مكان إلى آخر، كما تنتقل بشكل جماعى فى مواسم معینة كفصل الربیع أو الصیف أو الشتاء ومن ذلك مثلاً أن الشواطئ الشرقیة للبحر المتوسط تستقبل بعض أنواع أسماك البحر الأسود التى تهاجر إلیها عبر بحر مرمرة وتقیم هناك فترة الصیف لتعود بعد ذلك إلى موطنها الأصلى وتكثر هجرة الأسماك على نحو خاص بین البحار المفتوحة والمغلقة وأیضاً بین البحار والأنهار وتت ا روح المسافات التى تقطعها الأسماك المهاجرة بین بضع مئات الأمتار وآلاف الكیلومترات ویرجح العلماء أن یكون البحث عن الغذاء وإیجاد الظروف المناسبة للتكاثر من أهم أسباب هجرة الأسماك ومع ذلك، فلقد عثر العلماء على أسماك لا تتوقف عن الهجرة الجماعیة دون أن یتمكنوا من معرفة أسباب هذا السلوك. وتهاجر بعض أنواع الأسماك بین المیاه المالحة للبحار والمحیطات ومیاه الأنهار والبحیرات غیر المالحة وهناك الكثیر من الأسماك التى تعیش فى میاه البحار ولكنها لا تتكاثر وتضع بیضها إلا فى المیاه العذبة ومن أشهرها بعض أنواع السالمون وبعض الأسماك تفعل عكس ذلك حیث تعیش فى المیاه العذبة ولكنها لا تضع بیضها إلا فى المیاه المالحة، كما أكتشفت أنواع من الأسماك تعیش فى المیاه العذبة والمالحة خلال بعض مراحل دورتها الحیاتیة دون أن یكون للتكاثر أیة علاقة بهذا السلوك وبالطبعة فإن هناك بعض أنواع الأسماك التى تهاجر فى المیاه العذبة فقط دون أن تقترب من المیاه المالحة، كما أن العكس صحیح أیضاً ولقد أثارت ظاهرة الهجرة المستمرة لأسماك السالمون حیرة علماء الأحیاء المائیة ولعله من أغرب أنواع الأسماك على الإطلاق وخاصة من حیث سلوكه التكاثري حیث یستوطن البحار والمحیطات المالحة إلا أنه لایتكاثر فیها بل یفضل وضع بیضه فى جداول الأنهار العذبة ولا تلبث یرقات الأسماك الجدیدة أن تخرج من بیضها حتى تسارع بدوافعها الغریزیة إلى التوجه نحو البحر من جدید لتقضى هناك عدة سنوات ثم تعود بعد ذلك إلى الجداول ذاتها لوضع بیضها ثم تموت بعد ذلك وكأنها تنتحر بعد إستكمال دورة حیاتها وللسالمون قدرة عجیبة على السباحة بعكس تیار النهر حتى لیبدو عند الشلالات وكأنه لاعب جمباز عالى المهارة فى القفز إلى الأعلى من فوق المیاه الغزیرة الساقطة ولهذا السبب كان بناء السدود على الأنهار التى یكثر فیها السالمون وبالاً علیه لأنه لا یقبل أن یضع بیضه إلا عند منابعها العلیا والكثیر من الدول مثل كندا والولایات المتحدة، عمدت إلى وضع ضوابط هندسیة أثناء بناء السدود بحیث تبقى على بعض القنوات التى تسمح للسالمون بمتابعة طریقه إلى أعالي المجرى المائى للنهر حتى یتكاثر هناك.
وتعد الهجرة العامودیة vertical migration سلوكاً یومیاً عادیاً بالنسبة للعدید من أنواع الأسماك حیث تصعد إلى سطح میاه البحار لیلا لإقتناص غذائها ثم تعود بعد ذلك إلى الأعماق.
ولقد أظهرت الأبحاث البحریة أن تغیر درجات حرارة الكتل المائیة البحریة تلعب دوارً هاماً فى التأثیر على ظاهرة هجرة الأسماك ومن ذلك مثلاً ما لوحظ من أن أسماك التونه الضخمة تهاجر عادة بین إتجاهى الشمال والجنوب خلال السنة بحیث تقضى نصفها وهي تتجه شمالاً فى فصلى الدفء والاعتدال (الصیف والربیع) ثم تعود خلال نصفها الثاني جنوباً فى الفصلینالأكثر برودة ویعرف الصیادون العاملون فى المصاید الكبرى لأعالى البحار هذه الحقائق ویعملون بموجبها للعثور على أسراب أسماك التونه وقطع طریقها بإصطیادها بالرماح أو الشباك الجرافة الضخمة وتتمیز مسافات الهجرة بالنسبة للأسماك البحریة بأنها طویلة جداً قد تصل إلى عشرات الآلاف من الكیلومترات وتكون أقصر بالنسبة لأسماك المیاه العذبة التى تكتفى أحیاناً بالهجرة بین البحیرات وجداول الأنهار أو العكس.
وتعد الهجرة من السلوكیات الهامة للأسماك حتى تبقى على قید الحیاة ولهذا السبب فإن أیة عوائق تعترض سبیل الأسماك المهاجرة لابد وأن تعرضها للهلاك وكثیراً ما یحدث هذا بالنسبة للأسماك النهریة عند بناء السدود أو إنخفاض مستوى میاه النهر بسبب الإفراط فى إستخدامها للرى أما فى میاه البحار المفتوحة فإنه من النادر جداً أن تصادف الأسماك المهاجرة العوائق التى تمنعها من بلوغ مقاصدها ویكون تغییر المعالم الطبیعیة لمصبات الأنهار فى البحار والمحیطات من أهم الأخطار المحدقة بالأسماك التى أعتادت الهجرة بینها لأن منعها من الإنتقال بین هاتین البیئتین یعنى ضیاع فرص التكاثر علیها مما یؤدى فى النهایة إلى إنقراضها.
وتتم هجرة الأسماك لأسباب مختلفة وهى إما هجرة للتغذیة أو هجرة للتكاثر أو هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة.

  • هجرة الأسماك للتغذیة: وهى تحركات الأسماك بعیداً عن مناطق التكاثر أو مناطق المشاتى للبحث عن مناطق وفیرة الغذاء حیث تهاجر بعض أنواع الأسماك تاركة المكان الذى تعیش فیه إلى مكان آخر یكون أخصب من المكان الأول حیث یتوافر فیه الغذاء اللآزم لهذه الأسماك ومثال ذلك ماكان یحدث على سواحلنا المصریة الشمالیة قبل بناء السد العالى حیث كان الفیضان یأتى إلى البحر المتوسط بمیاه النیل المحملة بالطمى والأملاح والتى تعمل على إزدهار البلانكتون بالقرب من تلك السواحل فتهاجر أفواج السردین من البحر إلى الشاطئ للحصول على الغذاء الوفیر فى هذه السواحل، وعندما أختفت ظاهرة الفیضان لم تصبح خصوبة هذه السواحل بالقدر الذى كان یحدث أثناء الفیضان قبل بناء السد العالى مما أدى إلى إنخفاض كثافة أسماك السردین فى هذه المناطق وبالتالى قلت كمیات السردین التى یتم صیدها بالإضافة إلى إنخفاض كمیات أسماك التونه التى یتم صیدها والتى كانت تهاجر متتبعه لأسماك الرنجة والسردین وغیرها من الأسماك الصغیرة التى تشكل الغذاء الأساسى لها. وتتم الهجرة الرأسیة فى الأسماك بصعود أنواع معینة من الأسماك فى اللیل لمسافات قد تصل على ٦٠٠ متر (عندما ینضب الغذاء) حیث یتوفر الغذاء، ثم تعود إلى الأعماق ثانیة فى الصباح فتنقل المادة العضویة بسرعة إلى أعماق كبیرة سواء فى صورة غذاء أو روث للأحیاء الأخرى. وعادة تبدأ هذه الهجرة أثناء وضع البیض حیث تقوم التیا ا رت المائیة بنقل البیض أو الیرقات إلى أماكن توافر الغذاء بدون أن تبذل الیرقات أى مجهود، وتسمى الهجرة فى هذه الحالة بالهجرة السلبیة negative migration ومن أمثلتها عودة یرقات أسماك الثعابین إلى موطنها الأصلى أو التى یحمل فیها تیار المحیط الأطلنطى بیض ویرقات أسماك الرنجة لمسافات طویلة من سواحل النرویج إلى مناطق الغذاء. وهناك هجرات عمودیة سلبیة للبیض أو الیرقات مثل التى تحدث لبیض الأسماك الطیارة والتى تضع بیضها فى الطبقات السطحیة من المحیط فتحمله التیا ا رت الهابطة إلى أسفل حتى عمق مناسب تفقس فیه الیرقات حیث یتوفر لها الغذاء والحمایة من الأعداء. وهناك الهجرات الإیجابیة والتى تقوم فیها الیرقات بالحركة عمودیاً بحثاً عن الغذاء من اللآفقاریات والهائمات ومثال ذلك أسماك الكود التى تتحرك بعد ف ا رغها من وضع البیض إلى الشرق وتتغذى بشراهة لتعوض الفقد والإجهاد الذى تعرضت له أثناء هجرة وضع البیض، كما تقوم أسماك الرنجة بهجرات غذائیة واسعة النطاق متجهه إلى البحار المفتوحة فى الشمال والشرق حیث تتوافر الهائمات التى تتغذى علیها وتتبعها فى هجرتها بعض الأسماك المفترسة التى تفترسها مثل أسماك قرش الرنجة والتونة. وهناك هجرات عمودیة للأسماك البحریة بحثاً عن الغذاء فى الطبقات المختلفة والدافع الرئیسى لهجرة الأسماك الغذائیة هو تعرضها لإجهاد الشدید خلال فت ا رت التكاثر وحاجتها الماسة للغذاء لتعوض مافقدته سواء أثناء الهجرة أو وضع البیض. وتحرك الأسماك خلال الكتل الغذائیة یكون مرتبطاً بكثافة الغذاء فهى تتحرك بحثاً عن المناطق الأكثر كثافة لتحصل على الغذاء منها بالمعدل المطلوب للتعویض، لذلك فالتعرف على كثافة الغذاء تمكننا من تحدید المدة التى یمكن أن تمكثها الأسماك فى هذه المناطق، وعادة ماتخزن دهون خلال فترة هجرتها الغذائیة تكفیها خلال فترة التشتیة والتى یقل فیها الغذاء.
  • هجرة الأسماك للتكاثر: تهاجر بعض الأسماك من الأماكن التى تعیش فیها (أماكن التغذیة) إلى منطقة أخرى تكون ظروفها الطبیعیة والكیمیائیة والبیولوجیة مناسبة لوضع وفقس البیض ونمو الیرقات وتوفر لها الحمایة من الأعداء ویطلق على هذا النوع من الهجرة هجرة التكاثر. وعلى ذلك یمكن تعریف الهجرة التناسلیة على أنها تجمع مجموعة كبیرة من أسماك تنتمى لنفس النوع بغرض التكاثر فى وقت معین من العام و فى أماكن معینة. ویمكن إثبات الهجرة التناسلیة بتحدید كثافة الأسماك فى الأوقات العادیة وفى أوقات الهجرة حیث تزید أعداد الأسماك خلال الهجرة بما لایقل عن ثلاثة أضعاف أعدادها فى الأوقات العادیة، ویمكن إثباتها بد ا رسة معامل المناسل/الجسم والذى یزید بصورة واضحة خلال فترة التبویض كما یمكن الإستعانة بعامل هام آخر هو وجود بیض ویرقات هذه الأنواع فى هذا الوقت من العام وتحدید كثافتها مما یؤكد حدوث عملیة التبویض. وفى بعض الأنواع یكون هذا التجمع هو الوسیلة الوحیدة للتكاثر مما یسبب إنق ا رض بعض الأنواع نتیجة صیدها بأعداد كبیرة جد اً خلال رحلة التبویض خاصة الأسماك التى تضع بیض عائم و لیس بیض قاعى.
ویمكن تقسیم الهجرة بغرض التناسل إلى أربعة أنواع:

  1. الهجرة من البحر إلى النهر: وفیها تعیش الأسماك فى البحر وتدخل خلال موسم التكاثر إلى میاه الأنهار ویمیز هذا النوع من الهجرة الغالبیة العظمى من الأسماك المهاجرة مثل أسماك السالمون والحفش.
  2.  الهجرة من النهر إلى البحر: وفیها تعیش الأسماك فى النهر وتخرج إلى البحر عند حلول موسم التكاثر ومن أمثلة ذلك هجرة سمك الثعبان.
  3. الهجرة خلال المیاه المالحة: وفیه تتحرك الأسماك بین مناطق التغذیة ومناطق التكاثر داخل المیاه المالحة مثل مایحدث فى أسماك السردین والرنجة.
  4. الهجرة خلال المیاه العذبة: وفیه تقوم الأسماك التى تعیش فى البحیرات العذبة بالهجرة إلى الأنهار للتكاثر فیها أو الهجرة من البحی ا رت إلى الشواطئ لتضع بیضها بین النباتات المائیة والمناطق الضحلة.

وعادة ماتبدأ هجرة الأسماك للتكاثر قبل موعد وضع البیض بفترات قصیرة فیما عدا أنواع معدودة من الأسماك مثل الثعابین، ویلاحظ عند صعود الأسماك إلى الأنهار أنها تمتنع عن التغذیة إمتناعاً تاماً وتعتمد فى حركتها على الطاقة المخزنة فى أجسامها أثناء تواجدها فى البحار ویفسر ذلك حالة الإجهاد الشدید الذى تكون علیه الأسماك فى نهایة رحلة الهجرة.
ومن أمثلة هجرة الأسماك للتكاثر:

  •  أسماك العائلة البوریة التى تعیش فى نهر النیل والترع والبحی ا رت فى موسم التكاثر حیث تخرج هذه الأسماك فى أفواج كبیرة عن طریق البواغیز والفتحات المتصلة بالبحر لتضع بیضها فى میاه البحر وعندما یفقس البیض وتخرج منه الی رقات تعود هذه الیرقات مرة أخرى إلى میاه النیل والبحی ا رت للتغذیة والنمو.
  •  یعیش ثعبان السمك الأوروبى والأمریكى فى الأنهار إلى أن یصل عمره ٧-١٠ سنوات فیهاجر تاركاً الأنهار ویخرج إلى البحر متجهاً إلى مكان معین فى المحیط الأطلنطى فى البحر الكاریبى حول جزر بهاما وهناك تضع الأسماك البیض على أعماق معینه فى الماء ثم تموت بعد ذلك وبعد أن یفقس البیض تعود الیرقات إلى موطن الآباء الأصلى على بعد الآف الكیلومت ا رت وقد تستغرق هذه الرحلة سنوات عدیدة وتتكرر الرحلة والتى قد تهتدى فیها الأسماك إلى أوطانها بإستخدام روائح نباتات ممیزة أو روائح التربة وربما تستخدم إتجاه الشمس كما فى هجرة الطیور كما قد تستخدم الأسماك مجال الأرض المغناطیسى فى إبحارها بجانب المؤث ا رت الأخرى من تیاارت ودرجات الحرارة ووفرة الغذاء ثم تتجه إلى مصبات الأنهار حیث تدخل إلى النهر للتغذیة والنمو وعندما تصل إلى مرحلة التزاوج والتكاثر تعاود رحلة الآباء مرة أخرى للتكاثر.
  • أسماك السالمون وهى فى هجرتها للتكاثر تسلك سلوكاً معاكساً لأسماك البورى وأسماك الثعبان فأسماك السالمون تعیش فى البحر وفى موسم التكاثر تهاجر هذه الأسماك إلى داخل الأنهار سابحة عكس تیار الماء حتى تصل إلى منابع الأنهار فتضع بیضها وبعد أن یفقس وتصل الصغار فى نموها إلى حجم معین تعود مرة أخرى إلى البحر.
  • أسماك التونه التى تعیش فى غرب أسبانیا والبرتغال وفى البحر المتوسط تهاجر فى موسم التكاثر لتضع بیضها فى منطقة بین جزیرتى صقلیة وسردنیا.
  • تشكل أسماك البربونى جزءاً هاماً من مصاید البحر الأحمر حیث تستخدم لعدة أغراض منها الحفظ والتملیح كما تستخدم صغار البربونى كطعم لصید الأسماك الكبیرة مثل البیاض، وتهاجر أسماك البربونى فى بدایة صیف كل عام لمدة ٤٥ یوم اً على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة أسبوعان ویفصل بین المرحلة والتى تلیها أسبوعان، وترتبط الهجرة السنویة للبربونى بالقمر فهى تبدأ مع إكتمال القمر وتقدر أعداد الأسماك فى الرحلة الواحدة بعشرات الآلاف یصاد منها أعداد كبیرة جداً تقدر أیضا بالآلاف. و قد ذكر العلماء أن الهجرة الأولى تهدف إلى إستكشاف الغذاء والثانیة للتناسل والثالثة غذائیة. كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن الهجرات الثلاث تتم بهدف التكاثر لكنها مسبوقة بهجرة غذائیة لتوفیر بعض الطاقة اللازمة للتناسل.
ولكن ما الذى یدفع هذه الأنواع لتقوم برحلة تكلفها آلاف الأف ا رد كل عام؟ لابد وأن هناك بعض الفوائد لهذه التجمعات نذكر منها:

  • تعزیز فرص البیض والیرقات فى البقاء والحیاة وفرص إمداد الأجیال الجدیدة بأفراد جدیدة والتیاارت المائیة فى مواقع التجمع تسهل إنتشار البیض والیرقات إلى أماكن بعیدة عن الشاطىء أو إلى المیاه المفتوحة مما یساعدها على النمو بشكل أفضل بعیدا عن المفترسات.
  • الحد من تعرض الأسماك البالغة للإفت ا رس لأنها تتواجد فى أعداد كبیرة.
  • تنظیم نسبة الإناث للذك ور فى بعض المجتمعات.
  • تساعد تضاریس وطبیعة موقع التجمع على حمایة الأسماك المهاجرة خاصة أسماك الوقار التى تفضل الهجرة إلى أماكن الشعاب المرجانیة للاحتماء بها.
  • الهجرة إلى أماكن غنیة بالغذاء مثل هجرة البربونى إلى الأماكن الرملیة الساحلیة الغنیة بالدیدان قبل القیام بعملیة التبویض.
  • إطلاق بیض بأعداد كبیرة فى نفس الوقت یفقد المفترسات التى تتغذى على البیض القدرة على رؤیته ومن ثم إفت ا رسه.
  • التواجد بأعداد كبیرة یسهل العثور على شریك فى عملیة التكاثر ثمن باهظ توجد ظاهرة التجمع للتكاثر فى العدید من أسماك الشعاب المرجانیة بالبحر الأحمر ومن أبرزها البربونى والشعور والبهار لذا تحتاج هذه الأنواع للحمایة من المخاطر الناتجة عن الصید و السیاحة وأحیاناً الدارسات العلمیة.
الأضرار الناتجة عن هجرة الأسماك للتناسل:
تجمع الأسماك فى مواسم ومواقع محددة یجعلها عرضة للصید وبكثافة لأنها تكون هدفاً سهلاً للصیادین وقد أصبح إستهداف الأسماك أثناء التبویض أمراً شائعاً حیث تستهدف أسماك البربونى والشعور بالبحر الأحمر حتى تناقصت أعدادها فى الآونة الأخیرة بشكل ملحوظ لذلك لابد من حمایة هذه الأنواع.
صید الأسماك بكمیات كبی رة فى موسم التبویض یقلل من إنتاج البیض ویؤدى إلى عدم إتزان نسبة الاناث إلى الذكور وبذلك یؤثر على المخزون السمكى.
یتم الصید أثناء رحلة الأسماك أو بمجرد وصولها إلى موقع التكاثر وبذلك لاتتاح الفرصة للأسماك لتضع البیض ویحرم عدد كبیر من الأسماك من المشاركة فى عملیة التكاثر وفى الغالب تستمر عملیة التكاثر طوال فترة التجمع و ینتج عن ذلك صید الأسماك أو إنتشارها مما یتسبب فى فقد البیض والیرقات والتى غالباً ما تنمو فى ظروف بیئیة غیر ملائمة.
كما تمثل السیاحة تهدیداً إضافیاً للتجمعات التكاثریة لأسماك الشعاب فممارسة الأنشطة السیاحیة المختلفة من غوص وسباحة وغیرها فى مواقع تمثل مواقع تكاثر قد یمنع تكون هذه التجمعات أو یفسد سلوك التكاثر عند الأسماك وهذا یقلل من نشاطها التكاثرى وبالتالى یؤثر على المخزون السمكى لها.
الأبحاث العلمیة و الد ا رسات البحریة: یمكن أن یكون لها نفس تأثیر السیاحة من حیث إحداث ضوضاء وإزعاج للأسماك مما یمنع تكوین التجمعات التناسلیة.

  • هجرة لتغیر الظروف الطبیعیة والكیمیائیة: إذا حدث تغیر فى واحد أو أكثر من الظروف الطبیعیة أو الكیمیائیة فى البیئة التى تعیش فیها الأسماك فإنها تنتقل إلى بیئة أخرى حیث الظروف تكون أكثر ملائمة. فإذا كان إنتقال الأسماك فى مجموعات سمیت هذه الظاهرة هجرة وأهم الظروف الطبیعیة والكیمیائیة التى تدفع الأسماك إلى الهجرة مایلى:


  1. درجة الحرارة: وهى عبارة عن هجرة الأسماك مبتعدة عن مناطق الغذاء والتكاثر لتمضى فترةالشتاء فیها وهو مایطلق علیه التشتیة Over-witering أو البیات الشتوى وهى جزء لایتجزأ من   دورة حیاة الأسماك وخلال هذه الفترة یحدث إنخفاض شدید فى النشاط والإمتناع الكامل أو الإنخفاض الحاد فى معدلات إستهلاك الغذاء بالإضافة إلى إنخفاض معدلات التمثیل الغذائى داخل الجسم وتتجه الأسماك خلال هذه الفترة إلى مناطق تت وافر فیها عوامل الحمایة والأمن وتخزن الأسماك فى أجسامها كمیات من الدهن تكفیها لعبور هذه الفترة من حیاتها بأمان. وتتحرك الأسماك السطحیة خلال موسم التشتیة مبتعدة عن الشواطئ وتتجه إلى الأعماق ١٥٠-٣٠٠ متر تقضى فیها شهور الشتاء فى تجمعات ضخمة، وهذه الظاهرة    تحدث فى أسماك المیاه العذبه التى تعیش فى البحیرات والمیاه الراكدة أكثر من الأسماك التى تعیش فى الأنهار. ویرتبط إستعداد الأسماك لهجرة الشتاء بمقدار ما قامت بتخزینه من دهون فالأسماك التى خزنت دهون كافیه تبدأ فى عملیات الهجرة الشتویة أما التى لم تستعد فإنها تستمر خلال فترة الشتاء فى البحث عن الغذاء وتناوله، ومما هو جدیر بالذكر أن جمیع الهجرات (التكاثر، التغذیة، التشتیة) كلها حلقات فى دورة هجرة واحدة ربما تتكرر من ١-١٠ مرات أو أكثر فى حیاة السمكة. وتعتبر دراسة هجرة الأسماك فى مجال المصاید السمكیة هامه جداً فالتعرف على أوقات هجرة الأسماك ومساراتها والعوامل التى تتحكم فیها یمكننا من تحدید أماكن الأفواج الضخمة والتى تجعل من عملیة الصید أكثر سهولة ومنفعة كما أن وجود هذه التجمعات السمكیة الهائلة فى حیز مائى ضیق مثل مصب نهر یجعلها فى متناول شباك الصید. ولقد أثبتت الدراسات الفسیولوجیة أن الأسماك تكون فى أسوأ حالاتها فى موسم وضع البیض نظراً للإجهاد الشدید الذى تتعرض له والمجهود الذى تبذله أثناء تكوین وتطور الجهاز التناسلى ولذلك فإن أفضل حالات الصید یمكن أن تتم بعد موسم هجرة الغذاء وقبل موسم وضع البیض على ألا یضر هذا بالأجیال التالیة وعلى أساس البیانات السابقة التى یمكن التعرف على موعد وصول الأفواج السمكیة وأماكنها والحالة الغذائیة لها وكمیة الدهون المخزنة فى أجسامها. تهاجر كثیر من الأسماك نحو خط الإستواء فى فصل الشتاء ونحو القطبین فى فصل الصیف كذلك فإن معظم الأسماك النیلیة تنتقل إلى القاع فى اللیالى شدیدة البرودة فى فصل الشتاء كما أن أسماك الماكریل فى شمال أو ر وبا تختفى من طبقات الماء السطحیة عندما تنخفض درجة حرارة الماء حیث تنتقل إلى أعماق تصل إلى مئات الأمتار ولا تظهر إلا فى الربیع عندما ترتفع درجة الح ا ررة ویطلق على هذه الهجرة هجرة قضاء فترة الشتاء. وعلى العكس من ذلك نجد أن الأسماك التى تتأثر بإرتفاع درجة الحرارة تنتقل بعیداً عن سطح الماء عندما ترتفع درجة حرارة الماء السطحى وتعود إلى سطح الماء مرة أخرى عندما تعود درجة ح ا ررة الماء السطحى إلى طبیعتها. ولكل نوع من الأسماك درجة حرارة مثلى وقد تتغیر هذه الدرجة أحیاناً بتقدم الأسماك فى العمر. وتهاجر الأسماك عند حدوث تغی ا رت فى درجة الحرارة عن المعدلات المناسبة إلى منطقة أخرى تكون درجة الح ا ررة فیها أكثر ملائمة وإلا ماتت هذه الأسماك. ویلاحظ ذلك فى الأسماك النیلیة فى اللیالى شدیدة البرودة إذا كانت هذه الأسماك تعیش فى ترع أو مصارف غیر عمیقة. ویتسبب التغیر المفاجئ فى درجة حرارة الماء فى موت الأسماك. وتساعد دارسة درجات الحرارة الملائمة لكل نوع من الأسماك ومعرفة معلومات عن تأثیر التغیر فى درجات الحرارة فى مناطق الصید على مدار السنة القائمین بعملیات الصید من تحدید الأماكن والأوقات التى تتواجد عندها الأنواع المختلفة من الأسماك ویمكنهم أیض اً من التنبؤ بكمیات الأسماك المحتمل صیدها من الأماكن المختلفة.
  2. الضوء : تتأثر الأسماك بالضوء بدرجات متفاوته ویهاجر بعضها هجرة یومیة من القاع فى إتجاه السطح أو بالعكس تبعاً لدرجة تأثرها بالضوء ویتوقف تأثر الأسماك بالضوء على العوامل التالية :
  • نوع السمكة: فهناك أسماك تتجه دائماً نحو الضوء وأسماك تتجه بعیداً عن الضوء وأنواع من الأسماك لا یؤثر الضوء على حركتها.
  • عمر السمكة: لوحظ انه عند صید أسماك الرنجة بمساعدة الضوء الصناعى أن الأسماك صغیرة العمر تنجذب بشدة نحو الضوء فى حین أن الأسماك الكبیرة تكون على مسافات أبعد منها.
  • حالة السمكة: قد تكون الأسماك التى تتجه دائماً نحو الضوء فى بعض الأوقات خاملة الحركة لا تستجیب للضوء بسهوله بینما تكون فى الأوقات الأخرى نشیطة تستجیب سریعاً للضوء. وفى موسم التكاثر تقل إستجابة الأسماك للضوء.
  • لون الضوء: تنجذب بعض الأسماك إلى ألوان معینة من الضوء فبعضها ینجذب إلى اللون الأصفر أو الأزرق أو غیرها من الألوان.
  • كمیة أو شدة الضوء: لوحظ أن بعض أنواع السردین تتحرك بعیداً عن السطح فجأة أثناء النهار عندما تنخفض شدة الضوء نتیجة تكاثر السحب وحجبها لأشعة الشمس من الوصول إلى سطح الماء.
  • إنطلاق الضوء الفجائى: تنجذب بعض أنواع الأسماك نحو الضوء لحظة إنطلاقة ولكنها تختفى بعد ذلك إذا كانت كمیة الضوء لاتتلائم مع طبیعة السمكة.
وتفید دارسة تأثیر الضوء على الأسماك الصیادین فى الآتى:

  • معرفة أوقات تواجد الأنواع المختلفة من الأسماك والأعماق التى تتواجد علیها على مدار الیوم وتغیرها بتغیر شدة الإضاءة وذلك لإختیار أفضل وأنسب طرق ووسائل الصید.
  • دارسة تأثیر رؤیة السمكة للشباك على عملیات الصید فلقد وجد أن الشباك الخیشومیة أكثر فاعلیة فى عملیات الصید أثناء اللیالى المظلمة والمیاه العكرة وهى تصنع من خیوط رفیعة ویتم إختیار لونها بحیث تكون غیر مرئیة عند وضعها فى الماء. أما الصید بالسنار وخاصة للأسماك التى تعتمد على الرؤیة فى مهاجمة فریستها فإن صیدها یكون أكثر سهوله فى المیاه الصافیة عندما تكون كمیة الضوء كافیة لرؤیة السطح سواء كان طبیعیاً أو صناعیاً.
  • إستخدام الأضواء الصناعیة فى جذب الأسماك، حیث تستخدم لجذب بعض أنواع الأسماك السطحیة الإیجابیة للضوء مع طرق الصید بالشباك الحلقیة وبعض الج ا رفات الساحلیة والسنار والصید بالمضخات ویستخدم الضوء فوق سطح الماء أو فى أعماق قریبة من السطح وفى الحالة الأخیرة یشترط إستخدام مصابیح غیر منفذه للماء.
  • بجانب إنجذاب بعض الأسماك للضوء یلاحظ أن الأسماك الصغیرة تتجمع قریباً من الضوء جاذبة وراءها الأسماك الكبیرة.
  • فى بعض الأحیان یكون الضوء بالإضافة إلى تأثیره المباشر على السمكة الإیجابیة للضوء علامة على تواجد الطعام فقد وجد أن الأسماك الجائعة تكون أسرع للإنجذاب للضوء من الأخرى..... كذلك وجد أن الأسماك التى تمتنع عن الغذاء فى فترة وضع البیض لاتمیل للإنجذاب للضوء.

  • 3. الملوحة: تنقسم الأسماك من حیث تحملها للملوحة إلى ثلاثة أقسام:
  1. أسماك المیاه العذبة مثل البیاض وقشر البیاض والشال.
  2. أسماك المیاه المالحة مثل المیاس والدنیس والسردین والتونة.
  3. أسماك یمكنها أن تعیش فى كلاً من المیاه العذبة والمیاه المالحة مثل أسماك العائلة البو ریة والحنشان (ثعبان السمك) والسالمون.

ومن الملاحظ أن بعض أسماك المیاه العذبة یمكنها أن تتحمل إرتفاعاً بسیطاً فى درجة الملوحة فتتواجد فى بحیرات شمال الدلتا بالقرب من المصارف كما أن سمكة البلطى الأخضر أستطاعت أن تتأقلم لتعیش فى بحیرة قارون حیث الملوحة المرتفعة وبصفة عامة فلكل نوع من أنواع الأسماك مدى من درجات الملوحة تستطیع أن تتحمله وتموت السمكة إذا إرتفعت درجة الملوحة أو إنخفضت عن هذا المدى المناسب لها كما أن لكل نوع من الأسماك حد أمثل من الملوحة تقوم فیه السمكة بأوجه نشاطها الحیوى بطریقة مثلى وتهاجر السمكة تاركة مكانها إذا تغیرت درجة الملوحة إلى مكان أفضل حتى تستطیع مواصلة حیاتها. تتجه زریعة أسماك البورى والطوبار الموجودة فى البحر وتتجمع حول البواغیز وطلمبات الصرف حیث تصب میاه تقل ملوحتها عن ملوحة میاه البحر كذلك تتجه الأسماك النیلیة التى تعیش فى بحی ا رت شمال الدلتا بالقرب من المصارف وموارد المیاه العذبة فى البحیرة.

  • 4. الأكسجین الذائب فى الماء: تهاجر الأسماك إلى المیاه الغنیة بالأكسجین حتى لو كان الغذاء فى هذه المناطق قلیلا كما أنها لاتبقى طویلاً فى المیاه التى ینخفض محتواها من الأكسجین الذائب فى الماء حتى لو توافر الغذاء بكمیات كبیرة فى هذه المناطق.
  • 5. التیارات البحریة: هناك علاقة بین كمیات الصید من الأسماك السطحیة وبین التیارات البحریة فى المنطقة وتتأثر هذه التیارات بإتجاه وسرعة الریح فى المنطقة وإرتفاع الموج وقد تمكن الصیادین من معرفة تحركات الأسماك طوال العام.

اقرء المزيد

الثلاثاء، 1 مارس 2016


مقدمة :-
تعتبر الثروة السمكية من الموارد الطبيعية التي يمكن استثمارها والمحافظة عليها عن طريق الأستخدام المستدام المبني علي الإدارة الشاملة التي يراعي فيها الوضع البيئي لمناطق الصيد، وتبرز أهمية الإهتمام بالساحل وموارده المتعدده كمصدر حيوي لا غني عنه من الناحية الإقتصادية ورغم هذه الأهمية نجد أن المياه الإقليمية تفتقر الي المعلومات الكافية عن الموارد والثروات البحرية مما يصعب معه إداره هذه الموارد إداره سليمة .
نشاط الصيد البحري :-
ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺒﺘﻭﻓﻴر ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ، ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ، حسب منطقة ونوعية النشاط ما يلي :-

الصيد البحري الحرفي : ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟضحلة ﻋﻠﻰ ﻜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ  ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
  • ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺼﺭﺓ.
  • ﺍلإﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
  • ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﺭﺒﺤﺔ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍلإﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
الصيد الساحلي : ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﻴﺔ في معظم البحار ﺒﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﻀﻲ، ﻭ ﻴﺘﻡ إﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺤﻭﺍل، ﺤﺴﺏ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ البحري ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺴﻁﺤﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺠﻴﺒﻲ (شباك الجرف).
تتموقع أهم المصادر الصيدية بصفة خاصة والبيولوجية بشكل عام في هذه المنطقة الساحلية، حيث تستهدف نشاطات الصيد البحري موارد صيدية غنية ومتنوعة :
  • الموارد السطحية عن طريق تطوير قوارب الصيد بإستعمال وسائل لكشف الأسماك والإستقلال العقلاني لكل مناطق الصيد البحري.
  • الموارد التي تعيش في الأعماق الضحلة من المياه القارية، عن طريق تأهيل المهن الصغيرة والتقنيات المتعلقة بها.
  • الموارد الخاصة بالمناطق الساحلية وخاصة منها الشعب المرجانية والطحالب وقنافذ البحر والأصداف الساحلية، وذلك من خلال إعداد خرائط توزيع هذه الموارد وتطوير المهن المتعلقة بها.
الصيد في اعالي البحار : يمارس الصيد في أعالي البحار بالابحار لعدة أيام، ويشمل الصيد البحري نصف المصنع (سفن صيد بحري لا يزيد طولها عن 25 متر لمناطق واقعة بين 6-12 ميل بحري)، والصيد البحري المصنع (سفينة صيد يزيد طولها عن 35 متر لمناطق تقع ما وراء 12 ميل بحري).

كشفت الدراسات التي أجريت أن هذه المنطقة للصيد البحري الواقع ما وراء 6 أميال بحرية تشكل مورداً صيدياً هام جداً، والموارد المستهدفة فيها هي :
  • الموارد السطحية باستعمال الجرافات المجهزة بالشبك السطحي.
  • الأسماك الكبيرة المهاجرة (مثل أسماك التونة).
  • الأنواع التي تعيش في الاعماق (مثل القشريات).
الصيد في المحيطات : يعتبر هذا الموقع متميزاً بالنسبة للنشاط الأقتصادي المرتبط بالصيد البحري أو بالتجارة البحرية .

نشاط الصيد في البحر الاحمر
في السنوات الماضية شهد البحر الأحمر إقبالاً متقطع النظير من المستثمرين في مجال الثروة البحرية من قبل الشركات السودانية والأجنبية. هذا الإقبال أدي الي زيادة الكميات المصطادة من الأسماك مما أدي الي توظيف أعداد كبيرة من سكان المناطق الساحلية في مجال الصيد التقليدي حيث زاد عدد الصيادين في الساحل السوداني في الفترة من 1990-1997 من 207 الي 970 صياد موزعين علي كل أنواع القوارب (شراعية، مراكب صغيرة، ماكينات خارجية والمراكب ذات الماكينات الداخلية). من هنا نلاحظ ان الكميات المصادة تضاعفت عن ما كانت علية وفي أوائل الستينيات وبلغت 1500 طن .
الصيد التجاري هو نشاط الصيد الذي يهدف الي صيد الأسماك بغرض بيعها سواء كان لإستهلاكها كغذاء أو إستخلاص منتجات آخرى.
الصيد التقليدي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي مواعين ومعدات الصيد ذات إمكانات محدودة.
الصيد الصناعي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي معدات صيد ذات إمكانيات وتقنيات عالية حيث يمول بواسطة شركات ذات رؤوس أموال ومدخلات إنتاج.
الصيد المعيشي أو الصيد من أجل المعيشة يكون بإمكانات محدودة جداً حيث يكون الغرض منه هو إستهلاك الأسماك بواسطة الاسرة أو توزيعها بين الأقارب أو بيعها في الأسواق المحلية.
صيد الإستجمام  أو  الترفية حيث يكون الغرض من عملية الصيد هو صيد الأسماك من الترويح عن النفس أو المسابقات أو يكون الغرض الصيد الرياضي .
نشاط الصيد التقليدي : هو نشاط الصيد السائد علي الساحل السوداني حيث يبلغ عدد الصيادين (3000 صياد) وعدد القوارب (600 قارب). الشباك الخيشومية والسنانير اليدوية اليدوية هى الوسيلتان المستخدمتان في الصيد، وتعتبر الشعاب المرجانية هي المنطقة المثلي لممارسة نشاط الصيد.
يتألف أسطول الصيد التقليدي في الساحل السوداني من مراكب خشبية كلها مصنوعة محلياً، ومازال صنع المراكب نشاطاً هاماً علي طول الساحل، خاصة بالقرب من سواكن، وتستخدم القوارب الرفيعة المحفورة من الخشب وتعمل بدون محرك وكذلك مراكب الهوري والسنبوك المزودة بمحرك خارجي، أو بمحرك داخلي يدار بالديزل، ومن بين الطرق المستخدمة في الصيد الخيط الممسوك باليد، والشبكة الخيشومية السطحية أو القاعية، والشباك المطوقة، والصنارة وشباك الطراحة، والشراك، ويصاد نحو 80% باستخدام الخيوط الممسوكة باليد وأكثر المناطق إنتاجية هي الحواف الداخلية للشعب المرجانية الموجودة قبالة الساحل، ومن أهم أنوع السمك التي تصاد بالخيوط الممسوكة باليد القشر وسمك الإمبرطور والتراوت المرجاني والنهاش وبخاصة البهار ومن بين الأسماك السطحية الإسقمري الإسباني والبركودة والجاك. وتستخدم الشباك الخيشومية لصيد سمك السيجان، والسمك وحيد القرن، والبوري الأشهب، والتريفالي، والشُّفاهي. الغوص اليدوي بحثاً عن محار الكوكيان هو نشاط هام كمصدر للدخل في المناطق الساحلية ومحار اللؤلؤ الأسود. تقيد قلة الثلج والهياكل الأساسية الساحلية الطرقية حركة تسويق السمك الطازج في السوق المحلي. وكانت منطقة سواكن تقليدياً مركز مصائد الكوكيان ولكن يبدو أن منطقة الإنتاج الرئيسية قد انتقلت الي محمد قول وخليج دنقناب حيث يقوم الغواصين غير المزودين بالمعدات بجمع المحار مستخدمين قوارب (هوري) يبلغ طولها من (6-8 متر) مزوده بمحرك خارجي والفلوكة يبلغ طولها (4 متر) وهي مزودة بشراع واللنشات من (8-21 متر) وهي مزودة بمحرك داخلي. يمتد الموسم الرئيسي من مايو حتي ديسمبر، ويتوقف ذلك علي فصل الرياح الموسمية أكثر من الرقابة التشريعية، وقد إشتمل مشروع سابق، مولته  إدارة التنمية في ماوراء البحر، استغلال خيار البحر وقثاء البحر علي طول الساحل السوداني، وكان النتاج يتركز علي نوعين منه وفي عام 1981 صدر 15 طناً مترياً من خيار البحر المجفف، وبعد ذلك توقف الإنتاج بسبب إنخفاض الأسعار في أسواق الصادرات وصعوبة جمع الخيار غير أنه في الوضع الراهن حيث إنخفض صيد الأسماك والكوكيان، وإستنزف خيار البحر في منطقة مرسي الشط جنوبي سواكن.
الصيد التجاري : تقوم به مراكب أكبر حجماً وأكثر قدره ويضم مراكب الجرف القاعي ومراكب الإحاطة وهو نشاط موسمي من نوفمبر حتي مايو وتعبر مناطق جزر تلاتلا مناطق مثلي لممارسة هذا النشاط ويضم هذا القطاع أيضاً صيد خيار البحر.

يقسم نشاط الصيد في البحر الأحمر الي ثلاث مناطق رئيسية وهي :-
المنطقة الشمالية : وتشمل عروس، ضرح، اركياي، سلك، محمد قول، دنقناب، اوسيف، حلايب، مركز هذه المناطق محمد قول. وتتميز بالاتي : 

  • يكثر فيها أسماك الناجل والشعور والقشر والهريد.
  • بها خليج دنقناب (حالياً محمية دنقناب) المشهورة بزراعة الأصداف.
  • غنية بالشعب المرجانية والنباتات البحرية.

المنطقة الوسطي : وتشمل بورتسودان، الرقبة، حلوت، توارتيت. وهي غنية بالشعب، وليس بها منطقة تصلح لجرف أسماك القاع. مركزها بورتسودان.

المنطقة الجنوبية : وتشمل  هيدوب، سواكن، الشيوخ، عقيق، امارات، وغيرها. مركزها  سواكن وتتميز بالآتي :

  • كثرة الخيران وبها خور بركة.
  • بها جزر كبيرة مثل تلاتلا كبير وصغير.
  • بها تربة طينية صالحة لجرف الأسماك.
  • يكثر بها الجمبري والأسماك القاعية مثل المكرونة والبربوني.

نشاط الصيد في الساحل السوداني للبحر الاحمر


مقدمة :-
تعتبر الثروة السمكية من الموارد الطبيعية التي يمكن استثمارها والمحافظة عليها عن طريق الأستخدام المستدام المبني علي الإدارة الشاملة التي يراعي فيها الوضع البيئي لمناطق الصيد، وتبرز أهمية الإهتمام بالساحل وموارده المتعدده كمصدر حيوي لا غني عنه من الناحية الإقتصادية ورغم هذه الأهمية نجد أن المياه الإقليمية تفتقر الي المعلومات الكافية عن الموارد والثروات البحرية مما يصعب معه إداره هذه الموارد إداره سليمة .
نشاط الصيد البحري :-
ﻴﺴﻤﺢ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ وﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺒﺘﻭﻓﻴر ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ، ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ، حسب منطقة ونوعية النشاط ما يلي :-

الصيد البحري الحرفي : ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟضحلة ﻋﻠﻰ ﻜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯﺓ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻤﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ  ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺒﺸﻜل ﺠﻴﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻴﺴﺎﻫﻡ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
  • ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﺼﺭﺓ.
  • ﺍلإﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
  • ﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﺸﺎﻁﺎﺕ ﻤﺭﺒﺤﺔ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍلإﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﻌﺯﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.
الصيد الساحلي : ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﺭﻴﺔ في معظم البحار ﺒﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﺍﻟﻁﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﻀﻲ، ﻭ ﻴﺘﻡ إﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻷﺤﻭﺍل، ﺤﺴﺏ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﺩ البحري ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺴﻁﺤﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﺒﺎﻟﺸﺒﻙ ﺍﻟﺠﻴﺒﻲ (شباك الجرف).
تتموقع أهم المصادر الصيدية بصفة خاصة والبيولوجية بشكل عام في هذه المنطقة الساحلية، حيث تستهدف نشاطات الصيد البحري موارد صيدية غنية ومتنوعة :
  • الموارد السطحية عن طريق تطوير قوارب الصيد بإستعمال وسائل لكشف الأسماك والإستقلال العقلاني لكل مناطق الصيد البحري.
  • الموارد التي تعيش في الأعماق الضحلة من المياه القارية، عن طريق تأهيل المهن الصغيرة والتقنيات المتعلقة بها.
  • الموارد الخاصة بالمناطق الساحلية وخاصة منها الشعب المرجانية والطحالب وقنافذ البحر والأصداف الساحلية، وذلك من خلال إعداد خرائط توزيع هذه الموارد وتطوير المهن المتعلقة بها.
الصيد في اعالي البحار : يمارس الصيد في أعالي البحار بالابحار لعدة أيام، ويشمل الصيد البحري نصف المصنع (سفن صيد بحري لا يزيد طولها عن 25 متر لمناطق واقعة بين 6-12 ميل بحري)، والصيد البحري المصنع (سفينة صيد يزيد طولها عن 35 متر لمناطق تقع ما وراء 12 ميل بحري).

كشفت الدراسات التي أجريت أن هذه المنطقة للصيد البحري الواقع ما وراء 6 أميال بحرية تشكل مورداً صيدياً هام جداً، والموارد المستهدفة فيها هي :
  • الموارد السطحية باستعمال الجرافات المجهزة بالشبك السطحي.
  • الأسماك الكبيرة المهاجرة (مثل أسماك التونة).
  • الأنواع التي تعيش في الاعماق (مثل القشريات).
الصيد في المحيطات : يعتبر هذا الموقع متميزاً بالنسبة للنشاط الأقتصادي المرتبط بالصيد البحري أو بالتجارة البحرية .

نشاط الصيد في البحر الاحمر
في السنوات الماضية شهد البحر الأحمر إقبالاً متقطع النظير من المستثمرين في مجال الثروة البحرية من قبل الشركات السودانية والأجنبية. هذا الإقبال أدي الي زيادة الكميات المصطادة من الأسماك مما أدي الي توظيف أعداد كبيرة من سكان المناطق الساحلية في مجال الصيد التقليدي حيث زاد عدد الصيادين في الساحل السوداني في الفترة من 1990-1997 من 207 الي 970 صياد موزعين علي كل أنواع القوارب (شراعية، مراكب صغيرة، ماكينات خارجية والمراكب ذات الماكينات الداخلية). من هنا نلاحظ ان الكميات المصادة تضاعفت عن ما كانت علية وفي أوائل الستينيات وبلغت 1500 طن .
الصيد التجاري هو نشاط الصيد الذي يهدف الي صيد الأسماك بغرض بيعها سواء كان لإستهلاكها كغذاء أو إستخلاص منتجات آخرى.
الصيد التقليدي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي مواعين ومعدات الصيد ذات إمكانات محدودة.
الصيد الصناعي وهو نشاط الصيد الذي يعتمد علي معدات صيد ذات إمكانيات وتقنيات عالية حيث يمول بواسطة شركات ذات رؤوس أموال ومدخلات إنتاج.
الصيد المعيشي أو الصيد من أجل المعيشة يكون بإمكانات محدودة جداً حيث يكون الغرض منه هو إستهلاك الأسماك بواسطة الاسرة أو توزيعها بين الأقارب أو بيعها في الأسواق المحلية.
صيد الإستجمام  أو  الترفية حيث يكون الغرض من عملية الصيد هو صيد الأسماك من الترويح عن النفس أو المسابقات أو يكون الغرض الصيد الرياضي .
نشاط الصيد التقليدي : هو نشاط الصيد السائد علي الساحل السوداني حيث يبلغ عدد الصيادين (3000 صياد) وعدد القوارب (600 قارب). الشباك الخيشومية والسنانير اليدوية اليدوية هى الوسيلتان المستخدمتان في الصيد، وتعتبر الشعاب المرجانية هي المنطقة المثلي لممارسة نشاط الصيد.
يتألف أسطول الصيد التقليدي في الساحل السوداني من مراكب خشبية كلها مصنوعة محلياً، ومازال صنع المراكب نشاطاً هاماً علي طول الساحل، خاصة بالقرب من سواكن، وتستخدم القوارب الرفيعة المحفورة من الخشب وتعمل بدون محرك وكذلك مراكب الهوري والسنبوك المزودة بمحرك خارجي، أو بمحرك داخلي يدار بالديزل، ومن بين الطرق المستخدمة في الصيد الخيط الممسوك باليد، والشبكة الخيشومية السطحية أو القاعية، والشباك المطوقة، والصنارة وشباك الطراحة، والشراك، ويصاد نحو 80% باستخدام الخيوط الممسوكة باليد وأكثر المناطق إنتاجية هي الحواف الداخلية للشعب المرجانية الموجودة قبالة الساحل، ومن أهم أنوع السمك التي تصاد بالخيوط الممسوكة باليد القشر وسمك الإمبرطور والتراوت المرجاني والنهاش وبخاصة البهار ومن بين الأسماك السطحية الإسقمري الإسباني والبركودة والجاك. وتستخدم الشباك الخيشومية لصيد سمك السيجان، والسمك وحيد القرن، والبوري الأشهب، والتريفالي، والشُّفاهي. الغوص اليدوي بحثاً عن محار الكوكيان هو نشاط هام كمصدر للدخل في المناطق الساحلية ومحار اللؤلؤ الأسود. تقيد قلة الثلج والهياكل الأساسية الساحلية الطرقية حركة تسويق السمك الطازج في السوق المحلي. وكانت منطقة سواكن تقليدياً مركز مصائد الكوكيان ولكن يبدو أن منطقة الإنتاج الرئيسية قد انتقلت الي محمد قول وخليج دنقناب حيث يقوم الغواصين غير المزودين بالمعدات بجمع المحار مستخدمين قوارب (هوري) يبلغ طولها من (6-8 متر) مزوده بمحرك خارجي والفلوكة يبلغ طولها (4 متر) وهي مزودة بشراع واللنشات من (8-21 متر) وهي مزودة بمحرك داخلي. يمتد الموسم الرئيسي من مايو حتي ديسمبر، ويتوقف ذلك علي فصل الرياح الموسمية أكثر من الرقابة التشريعية، وقد إشتمل مشروع سابق، مولته  إدارة التنمية في ماوراء البحر، استغلال خيار البحر وقثاء البحر علي طول الساحل السوداني، وكان النتاج يتركز علي نوعين منه وفي عام 1981 صدر 15 طناً مترياً من خيار البحر المجفف، وبعد ذلك توقف الإنتاج بسبب إنخفاض الأسعار في أسواق الصادرات وصعوبة جمع الخيار غير أنه في الوضع الراهن حيث إنخفض صيد الأسماك والكوكيان، وإستنزف خيار البحر في منطقة مرسي الشط جنوبي سواكن.
الصيد التجاري : تقوم به مراكب أكبر حجماً وأكثر قدره ويضم مراكب الجرف القاعي ومراكب الإحاطة وهو نشاط موسمي من نوفمبر حتي مايو وتعبر مناطق جزر تلاتلا مناطق مثلي لممارسة هذا النشاط ويضم هذا القطاع أيضاً صيد خيار البحر.

يقسم نشاط الصيد في البحر الأحمر الي ثلاث مناطق رئيسية وهي :-
المنطقة الشمالية : وتشمل عروس، ضرح، اركياي، سلك، محمد قول، دنقناب، اوسيف، حلايب، مركز هذه المناطق محمد قول. وتتميز بالاتي : 

  • يكثر فيها أسماك الناجل والشعور والقشر والهريد.
  • بها خليج دنقناب (حالياً محمية دنقناب) المشهورة بزراعة الأصداف.
  • غنية بالشعب المرجانية والنباتات البحرية.

المنطقة الوسطي : وتشمل بورتسودان، الرقبة، حلوت، توارتيت. وهي غنية بالشعب، وليس بها منطقة تصلح لجرف أسماك القاع. مركزها بورتسودان.

المنطقة الجنوبية : وتشمل  هيدوب، سواكن، الشيوخ، عقيق، امارات، وغيرها. مركزها  سواكن وتتميز بالآتي :

  • كثرة الخيران وبها خور بركة.
  • بها جزر كبيرة مثل تلاتلا كبير وصغير.
  • بها تربة طينية صالحة لجرف الأسماك.
  • يكثر بها الجمبري والأسماك القاعية مثل المكرونة والبربوني.

اقرء المزيد

الجمعة، 18 ديسمبر 2015

مقدمة :-

السلاحف البحرية من مجوعة الزواحف يعود تواجدها الي اكثر من 200 مليون سنة ماضية وهي كغيرها من الثديات البحرية تطورت ودخلت الي البحر وعلي الرغم من ان هذا التطور غير كامل الا ان السلاحف البحرية تاقلمت وتكيفت مع حياة البحر فهي ممتازة في السباحة الي جانب انها تستطيع ان تبقي تحت المياه لمدة طويلة من الزمن، الا ان ارتباطها بالارض وباسلافها الاوائل جعل لها خصائص باقية معها الي الوقت الحالي حيث لها رئتين وهي تحتاج الي الهواء لتستنشق كما ان الانثي تخرج الي الارض لي تضع بيضها.
تعتبر السلفاة البحرية من اكثر الحيوانات البحرية المهدده بالانقراض نظرا لسوء الاوضاع التي تعاني منها، مثل تعرضها للقتل من قبل الطيور وباقي الحيوانات بالاضافة الي Enviromental pollution وفي مقدمتها التسرب النفطي، الذي يعتبر من اكثر الموارد الت تسبب قتلها وانقراضها. ولمواجهة هذه المشكلة قامت المؤسسة الامريكية للاسماك والحياة البرية بنقل حوالي 70000 بيضة عن الشاطئ الي مكان اكثر تناسبا لها. كما واكد متخصص في ادارة الموارد الوطنية للجزر عندما تزحف السلحفاة الصغيرة علي الرمال الملوثة في طريقها الي البحر سوف تكون علي اتصال مع المشتقات النفطية مما يسبب قتلها مباشرة.
يتكون جسم السلحفاة من راس وصدر وبطن وذيل وأطراف أربع وتغطي الدرقة منطقتي الظهر والبطن بالكامل. تعيش السلاحف البحرية في البيئات المائية المعتدلة وخصوصا في المياه الضحلة والساحلية.
التصنيف العلمي :-
                      النطاق:     حقيقيات النوة

                      المملكة:     الـحـيـوانــات

                      الشعـبة:     الحــبــلـيــات

                      الطائـفة:    الـــزواحـــف

                      الرتـبــة:    سلحفيات الشكل

                      الفـيـلـق:    السلحفيات البحرية


                      الفصيلة:    السلاحف البحرية
الإسم العلمي :-

Cheloniidae

انواع السلاحف والاشكال :-
توجد فى العالم ثمانية انواع من السلاحف :
  1. كيمبس ريدلى                     
  2. اوليف ريدلى                     
  3. هاوكس بيل                       
  4. لوقر هيد (ضخمة الراس)
  5. جرين تارتل ( السلحفاة الخضراء)
  6. بلاك تارتل ( السلحفاة السوداء)
  7. فلات باك (مسطحة الظهر)
  8. ليدرباك (جلدية الظهر)

التنفس :-
تتنفس السلاحف عبر ثلاث طرق حسب نوعها ومواقع عيشها ، حيث أن السلاحف البرية تتنفس عن طريق الرئتين ولكن ليس عبر انفراد العضلات وانقباضها كون درقها الصلب يمنع ذلك ، بل هي عملية داخلية بحيث يتم افساح المجال للرئتين كي تمتلئ بالهواء عبر تقلص الأعضاء المحيطة بها وابتعادها عنها ، في عملية الشهيق، من ثم عودة هذه الأعضاء لوضعها الطبيعي وبالتالي تضغط على الرئتين فيخرج الهواء منهما في حالة الزفير . بينما تتنفس السلحفاء المائية بذات الطريقة ولكن مع فارق أنها تأخذ نفسا واحدا في كل مرة تظهر بها على سطح الماء ومن الممكن أن لا تظهر على سطح الماء إلا كل عدة أيام ، وذلك لأنها لا تستخدم الأوكسجين بشكل كبير لقلة حركتها خاصة عندما ترقد تحت الماء دون حركة . بينما تتنفس السلحفاة البحرية التي تعيش في الأعماق عن طريق غشاء يستخدم بتجميع فضلاتها ثم طرحها وبعد ذلك يقوم بامتصاص الأوكسجين من الماء ونقله إلى داخل جسد السلحفاة بعملية تشابه عملية تنفس الأسماك عبر الخياشيم . تختلف السلحفاة البرية عن السلحفاء المائية عن البحرية بفوارق بسيطة أهمها ، طريقة التنفس ، طريقة التغذية ، وأخيراً شكل الدرقة الذي يكون أكثر تحدبا لدى البرية وشبه مسطح لدى المائية ليمكنها من السباحة بانسيابية .

الغذاء :-
  •          بالنسبة للسلحفاة البرية، فهي تتغذى على الحشائش والنباتات والخضروات ولذلك يسهل تربيتها كحيوان أليف، أما السلحفاة المائية فهي تتغذى على الأحياء المائية الصغيرة وهي تعتبر العدو الأساسي  لقنديل البحر ذلك أنها الحيوان الوحيد الذي يحد من تكاثره، ولذلك في الأماكن التي يكثر بها صيد الترسة البحرية، تتكاثر القناديل بشكل كبير وخصوصاً في فصل الصيف.
  •         تعتبر السلاحف من الأغذية البحرية للبشر حيث يطبخ من لحمها وجبات طعام مميزة وتعتبر شوربة (حساء) السلاحف من أهمها.
  •          أما بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس الكبيرة (البالغة) وشبة الكبيرة، فهي تعتبر من آكلات اللحوم، حيث تتغذى على الفقاريات التي تعيش في القاع مثل سرطان ـ قنفذ البحر ـ الرخويات وغيرها من القواقع فتقوم بطحنها بفعل فكها القوى، كذلك تتغذى على الأسماك الصغيرة والسلاحف المفقسة الصغيرة، كما تتغذى السلاحف الصغيرة العائشة على السطح على الكائنات الحيوانية والنباتية الطافية كذلك السلحفاة الخضراء من آكلات اللحوم وتشبه السلحفاة ضخمة الرأس في نوعية التغذية. فترة المعيشة السطحية هذه تستمر لمدة 2 إلى 4 سنوات السلحفاة الخضراء بعد هذه الفترة تتحول إلى آكلات الأعشاب وذلك بالبحر المتوسط حيث تتغذى على أعشاب البحر والطحالب.
  •         السلاحف الصغيرة الخضراء وضخمة الرأس أثناء فترة معيشتها على السطح لوحظ سرعة استجابتها للألوان الزاهية والبيضاء كغذاء لها نتيجة لهذا فهي تلتقط الأجسام البلاستيكية وصحائف النايلون حيث تعتقد إنها قنديل بحر. السلحفاة تعيش منفردة عدا أثناء التزاوج حيث تهاجر إلى مناطق معينة قريبة من شواطئ البحر المتوسط حيث تخرج من قاع البحر وتتغذى إلى السطح لتلتقي وتتزاوج وتتغذى

المحافظة علي السلاحف :-
التوقعات الاولية :-
إن الحفاظ على إناث السلاحف الكبيرة و الأعشاش يعتبر من الاستراتيجيات الأساسية فالأنثى الواحدة قد يصل إنتاجها حوالي 500  بيضة في الموسم الواحدة هذا يعنى أنها أثناء دورة حياتها قد تضع بضع آلاف من البيض معظم هذا البيض والصغار يتم القضاء عليها بالشاطئ قبل وصولها إلي البحر حيث قدر أن العدد الذي يصل إلي البحر حوالي %10  من المجموع الكلى كما أن أعداد كبيرة يقضى عليها في البحر قبل أن تصل إلي سن النضج الجنسي أي عندما يكون عمرها من 2  ـ 4 سنوات ، لهذه الأسباب فإن الحفاظ على السلاحف مهم جداً لكي نضمن تكاثرها وعدم انقراضها. السلحفاة الأنثى الناضجة جنسيا لابد أن يتواجد لها على الشاطئ الآمن لكي تضع بيضها ومن الثابت أن السلحفاة تعود إلي نفس الشاطئ الذي فقست فيه لكي تضع بيضها لكن معظم هذه الأماكن تغيرت مع مرور الزمن ازدياد التعداد السكاني والنشاطات البشرية الآمر الذي جعل هذه الأماكن غير أمنه للسلاحف للعودة لها للتعشيش بها .


اصبحت السلاحف مهدد بالانقراض لعوامل عديدة نذكر منها إلي جانب الأسباب السابقة :-
  1. انقراض المساحات الكبيرة التي تعشش بها.
  2. الصيد الجائر لها لاستخدامات عديدة مثل الحصول على الصدفة لأغراض سياحية.
  3. تناول البيض كمادة غذائية غنية بالبروتينيات.
  4. ازدياد الأماكن السياحية والضوضاء والأضواء.

إلي جانب ظروف أخرى عديدة ذات الأثر السلبي على تناقص أعداد السلاحف الآمر الذي اصبح يهدد السلاحف بالانقراض. لهذا اصبح من الضروري اتحاد جميع الاحتياطات الضرورية للحفاظ والحماية الكاملة للسلاحف وذلك باتخاذ تدابير هامة لحماية البيض وصغار السلاحف على النحو التالي :-
  1. حماية الأعشاش والصغار بالشواطئ وذلك بإعلان أن هذه الشواطئ مناطق محمية و منع التدخلات البشرية بها.
  2. حماية البيض بمواقعها وذلك بوضع أقفاص حديدية فوقها لحمايتها من الافتراس من أعدائها الطبيعيين ولكي نضمن رجوعها الطبيعي لنفس الشاطئ لغرض وضع البيض به.
  3. في حالة استحالة المحافظة على البيض بمواقعها الأصلية فيجب نقلها الطبيعي الى أماكن أخرى لها نفس الظروف وبها حماية لكي نضمن سلامتها ومراقبتها وعند فقس البيض نحرر الصغار ونمكنها من الدخول الطبيعي الى البحر لتستأنف حياتها الطبيعية.





















السلاحف البحرية بين الحياة والموت

مقدمة :-

السلاحف البحرية من مجوعة الزواحف يعود تواجدها الي اكثر من 200 مليون سنة ماضية وهي كغيرها من الثديات البحرية تطورت ودخلت الي البحر وعلي الرغم من ان هذا التطور غير كامل الا ان السلاحف البحرية تاقلمت وتكيفت مع حياة البحر فهي ممتازة في السباحة الي جانب انها تستطيع ان تبقي تحت المياه لمدة طويلة من الزمن، الا ان ارتباطها بالارض وباسلافها الاوائل جعل لها خصائص باقية معها الي الوقت الحالي حيث لها رئتين وهي تحتاج الي الهواء لتستنشق كما ان الانثي تخرج الي الارض لي تضع بيضها.
تعتبر السلفاة البحرية من اكثر الحيوانات البحرية المهدده بالانقراض نظرا لسوء الاوضاع التي تعاني منها، مثل تعرضها للقتل من قبل الطيور وباقي الحيوانات بالاضافة الي Enviromental pollution وفي مقدمتها التسرب النفطي، الذي يعتبر من اكثر الموارد الت تسبب قتلها وانقراضها. ولمواجهة هذه المشكلة قامت المؤسسة الامريكية للاسماك والحياة البرية بنقل حوالي 70000 بيضة عن الشاطئ الي مكان اكثر تناسبا لها. كما واكد متخصص في ادارة الموارد الوطنية للجزر عندما تزحف السلحفاة الصغيرة علي الرمال الملوثة في طريقها الي البحر سوف تكون علي اتصال مع المشتقات النفطية مما يسبب قتلها مباشرة.
يتكون جسم السلحفاة من راس وصدر وبطن وذيل وأطراف أربع وتغطي الدرقة منطقتي الظهر والبطن بالكامل. تعيش السلاحف البحرية في البيئات المائية المعتدلة وخصوصا في المياه الضحلة والساحلية.
التصنيف العلمي :-
                      النطاق:     حقيقيات النوة

                      المملكة:     الـحـيـوانــات

                      الشعـبة:     الحــبــلـيــات

                      الطائـفة:    الـــزواحـــف

                      الرتـبــة:    سلحفيات الشكل

                      الفـيـلـق:    السلحفيات البحرية


                      الفصيلة:    السلاحف البحرية
الإسم العلمي :-

Cheloniidae

انواع السلاحف والاشكال :-
توجد فى العالم ثمانية انواع من السلاحف :
  1. كيمبس ريدلى                     
  2. اوليف ريدلى                     
  3. هاوكس بيل                       
  4. لوقر هيد (ضخمة الراس)
  5. جرين تارتل ( السلحفاة الخضراء)
  6. بلاك تارتل ( السلحفاة السوداء)
  7. فلات باك (مسطحة الظهر)
  8. ليدرباك (جلدية الظهر)

التنفس :-
تتنفس السلاحف عبر ثلاث طرق حسب نوعها ومواقع عيشها ، حيث أن السلاحف البرية تتنفس عن طريق الرئتين ولكن ليس عبر انفراد العضلات وانقباضها كون درقها الصلب يمنع ذلك ، بل هي عملية داخلية بحيث يتم افساح المجال للرئتين كي تمتلئ بالهواء عبر تقلص الأعضاء المحيطة بها وابتعادها عنها ، في عملية الشهيق، من ثم عودة هذه الأعضاء لوضعها الطبيعي وبالتالي تضغط على الرئتين فيخرج الهواء منهما في حالة الزفير . بينما تتنفس السلحفاء المائية بذات الطريقة ولكن مع فارق أنها تأخذ نفسا واحدا في كل مرة تظهر بها على سطح الماء ومن الممكن أن لا تظهر على سطح الماء إلا كل عدة أيام ، وذلك لأنها لا تستخدم الأوكسجين بشكل كبير لقلة حركتها خاصة عندما ترقد تحت الماء دون حركة . بينما تتنفس السلحفاة البحرية التي تعيش في الأعماق عن طريق غشاء يستخدم بتجميع فضلاتها ثم طرحها وبعد ذلك يقوم بامتصاص الأوكسجين من الماء ونقله إلى داخل جسد السلحفاة بعملية تشابه عملية تنفس الأسماك عبر الخياشيم . تختلف السلحفاة البرية عن السلحفاء المائية عن البحرية بفوارق بسيطة أهمها ، طريقة التنفس ، طريقة التغذية ، وأخيراً شكل الدرقة الذي يكون أكثر تحدبا لدى البرية وشبه مسطح لدى المائية ليمكنها من السباحة بانسيابية .

الغذاء :-
  •          بالنسبة للسلحفاة البرية، فهي تتغذى على الحشائش والنباتات والخضروات ولذلك يسهل تربيتها كحيوان أليف، أما السلحفاة المائية فهي تتغذى على الأحياء المائية الصغيرة وهي تعتبر العدو الأساسي  لقنديل البحر ذلك أنها الحيوان الوحيد الذي يحد من تكاثره، ولذلك في الأماكن التي يكثر بها صيد الترسة البحرية، تتكاثر القناديل بشكل كبير وخصوصاً في فصل الصيف.
  •         تعتبر السلاحف من الأغذية البحرية للبشر حيث يطبخ من لحمها وجبات طعام مميزة وتعتبر شوربة (حساء) السلاحف من أهمها.
  •          أما بالنسبة للسلحفاة ضخمة الرأس الكبيرة (البالغة) وشبة الكبيرة، فهي تعتبر من آكلات اللحوم، حيث تتغذى على الفقاريات التي تعيش في القاع مثل سرطان ـ قنفذ البحر ـ الرخويات وغيرها من القواقع فتقوم بطحنها بفعل فكها القوى، كذلك تتغذى على الأسماك الصغيرة والسلاحف المفقسة الصغيرة، كما تتغذى السلاحف الصغيرة العائشة على السطح على الكائنات الحيوانية والنباتية الطافية كذلك السلحفاة الخضراء من آكلات اللحوم وتشبه السلحفاة ضخمة الرأس في نوعية التغذية. فترة المعيشة السطحية هذه تستمر لمدة 2 إلى 4 سنوات السلحفاة الخضراء بعد هذه الفترة تتحول إلى آكلات الأعشاب وذلك بالبحر المتوسط حيث تتغذى على أعشاب البحر والطحالب.
  •         السلاحف الصغيرة الخضراء وضخمة الرأس أثناء فترة معيشتها على السطح لوحظ سرعة استجابتها للألوان الزاهية والبيضاء كغذاء لها نتيجة لهذا فهي تلتقط الأجسام البلاستيكية وصحائف النايلون حيث تعتقد إنها قنديل بحر. السلحفاة تعيش منفردة عدا أثناء التزاوج حيث تهاجر إلى مناطق معينة قريبة من شواطئ البحر المتوسط حيث تخرج من قاع البحر وتتغذى إلى السطح لتلتقي وتتزاوج وتتغذى

المحافظة علي السلاحف :-
التوقعات الاولية :-
إن الحفاظ على إناث السلاحف الكبيرة و الأعشاش يعتبر من الاستراتيجيات الأساسية فالأنثى الواحدة قد يصل إنتاجها حوالي 500  بيضة في الموسم الواحدة هذا يعنى أنها أثناء دورة حياتها قد تضع بضع آلاف من البيض معظم هذا البيض والصغار يتم القضاء عليها بالشاطئ قبل وصولها إلي البحر حيث قدر أن العدد الذي يصل إلي البحر حوالي %10  من المجموع الكلى كما أن أعداد كبيرة يقضى عليها في البحر قبل أن تصل إلي سن النضج الجنسي أي عندما يكون عمرها من 2  ـ 4 سنوات ، لهذه الأسباب فإن الحفاظ على السلاحف مهم جداً لكي نضمن تكاثرها وعدم انقراضها. السلحفاة الأنثى الناضجة جنسيا لابد أن يتواجد لها على الشاطئ الآمن لكي تضع بيضها ومن الثابت أن السلحفاة تعود إلي نفس الشاطئ الذي فقست فيه لكي تضع بيضها لكن معظم هذه الأماكن تغيرت مع مرور الزمن ازدياد التعداد السكاني والنشاطات البشرية الآمر الذي جعل هذه الأماكن غير أمنه للسلاحف للعودة لها للتعشيش بها .


اصبحت السلاحف مهدد بالانقراض لعوامل عديدة نذكر منها إلي جانب الأسباب السابقة :-
  1. انقراض المساحات الكبيرة التي تعشش بها.
  2. الصيد الجائر لها لاستخدامات عديدة مثل الحصول على الصدفة لأغراض سياحية.
  3. تناول البيض كمادة غذائية غنية بالبروتينيات.
  4. ازدياد الأماكن السياحية والضوضاء والأضواء.

إلي جانب ظروف أخرى عديدة ذات الأثر السلبي على تناقص أعداد السلاحف الآمر الذي اصبح يهدد السلاحف بالانقراض. لهذا اصبح من الضروري اتحاد جميع الاحتياطات الضرورية للحفاظ والحماية الكاملة للسلاحف وذلك باتخاذ تدابير هامة لحماية البيض وصغار السلاحف على النحو التالي :-
  1. حماية الأعشاش والصغار بالشواطئ وذلك بإعلان أن هذه الشواطئ مناطق محمية و منع التدخلات البشرية بها.
  2. حماية البيض بمواقعها وذلك بوضع أقفاص حديدية فوقها لحمايتها من الافتراس من أعدائها الطبيعيين ولكي نضمن رجوعها الطبيعي لنفس الشاطئ لغرض وضع البيض به.
  3. في حالة استحالة المحافظة على البيض بمواقعها الأصلية فيجب نقلها الطبيعي الى أماكن أخرى لها نفس الظروف وبها حماية لكي نضمن سلامتها ومراقبتها وعند فقس البيض نحرر الصغار ونمكنها من الدخول الطبيعي الى البحر لتستأنف حياتها الطبيعية.





















اقرء المزيد

الخميس، 17 ديسمبر 2015

مقدمة :-
السمكة هي أي عضو من تلك المجموعة من الكائنات الحية الشبه شُعْبَوِيّة التي تضم جميع الحيوانات المائية  القحفية ذات الخياشيم والتي تفتقر لأطراف ذات أصابع ويندرج تحت هذا التعريف  أسماك الجريث،  والأنقليس، والأسماك الغضروفية والعظمية الحالية، فضلا عن مختلف المجموعات السمكية المنقرضة ذات الصلة. معظم الأسماك هي كائنات خارجية الحرارة ( ذات دم بارد)، مما يسمح لحرارة أجسامها بالاختلاف مع تغير درجات الحرارة المحيطة، على الرغم من أن بعض الأسماك الكبيرة نشطة السباحة مثل  القرش الأبيض  وأسماك التونة  تستطيع أن تحتفظ بدرجة حرارة باطنية أعلى من الحرارة المحيطة. أغلب أنواع الأسماك لها عظام وبعض الأنواع الأخرى مثل القرش ليس لها عظام حقيقية بل هي غضروفية.  بعض الأسماك تكون صغيرة بطول ١ سم أو أقل وبعضها الأخر كبيرة وطويلة قد يصل طولها إلى ١٥ متر ووزنها إلى ١٥ طن كما في سمك القرش والحوت.
يتوافر السمك في معظم المسطحات المائية. ويمكن العثور عليه تقريبا في كل البيئات المائية، ابتداء من الجداول الجبلية العالية (مثل سمك الشار وسمكالقُوبِيُون ) إلى الأعماق السحيقة وحتى الخندقية من أعمق المحيطات (على سبيل المثال، الأنقليس المبتلع وأسماك  أبو الشص). كما أن الأسماك بعضها يعيش في الماء العذب في البحيرات والأنهار والأهوار وبعضها الأخر يعيش في المياه المالحة في البحار والمحيطات. هناك حوالى ٣٢٠٠٠ نوع من الأسماك، وهى بذلك الأكثر تنوعا من أي مجموعة أخرى من  الفقاريات.
السمك مورد من الموارد الهامة للبشر في جميع أنحاء العالم فأكثر أنواعه تعتبر غذاء رئيسيا للبشر. ومن أنواع الأسماك التي تكون مرغوبة أكثر من غيرها هى سمك الكارب وسمك القدّ وسمك الرنجة وسمك السردين وسمك التونة يقوم الصيادون المحترفون والكفافيون باصطياد الأسماك من  المصايد البرية أو باستزراعها في برك أو في أقفاص في المحيط ويتم أيضا صيدها من قبل محبى الصيد الترفيهي أو الرياضي، أو للاحتفاظ بها كحيوانات أليفة من قبل محبى  هواية تربية الأسماك، أو لعرضها في الأحواض العامة. وقد لعبت الأسماك دورا هاما في الثقافة على مر العصور، فوظفت للألوهية وفى الرموز الدينية، وكما وظفت في الفنون والكتب والأفلام.
كلمة "سمك" أو "سمكة" هي مصطلح يتم تعريفة بشكل سلبي، وتُستَبْعَد منه  رباعيات الأرجل (مثل البرمائيات والزواحف والطيور و الثدييات) التي تنحدر من بين ثنايا نفس السلف. لذلك هو مصطلح  شبه شُعْبَوِيّ، ولا يعبر عن تصنيف حيوي سليم في علم الأحياء النظامي. المصطلحات التقليدية الأخري مثل السمكيات pisces أو ichthyes هى مصطلحات نمطية أو نموذجية، ولكنها ليست تصنيف في علم تطور السلالات. بعض الأنواع الأخرى من الحيوانات التي تعيش في البحر مثل نجمة البحر وقنديل البحر تدعى كذلك بالأسماك ولكنها ليست بالأسماك. أيضا الكائنات الرخوية ذات الصدف مثل المحاريات المختلفة، والقشريات مثل الروبيان والجمبري والسلطعونات ليست بالأسماك.
أقدم الكائنات الحية التي يمكن أن تصنف بأنها من الأسماك هى الحبليات رخوة الجسم التي ظهرت للمرة الأولى خلال العصر الكمبري. ومع أنها افتقرت إلى عمود فقري حقيقي، فإنها امتلكت أحبال ظهرية سمحت لها أن تكون أكثر مرونة من نظرائها من اللافقاريات. استمرت الأسماك في التطور خلال  الحقبة الأولّية، وتنوعت لضروب واسعة من الأشكال. العديد من أسماك الحقبة الأولّية طورت دروعا خارجية لتحميها من الحيوانات المفترسة. أول أسماك لها  فكظهرت في  العصر السيلوري، وبعدها أصبح العديد منها (مثل أسماك القرش) ضوارٍ بحرية هائلة بدلا من كونها مجرد فريسة للكائنات من شعبة مفصلات الارجل.  
تاريخ الأسماك :-
لا يعرف بدقة متى انتقلت اللافقاريات إلى  فقاريات، لأن هذا الانتقال تم منذ عهد سحيق يتجاوز أربعمائة وخمسين مليون سنة، أي في العصر السلّوري الأدنى، والمعروف أن الأسماك هي الفقاريات الأولى التي ظهرت على سطح  الأرض، وكانت جميعها في أول الأمر تنتمي لمجموعة الأسماك المدرعة.
وحتى العصر السلّوري الأعلى كانت أنواع الأسماك لا تزيد في الطول على عشرة سنتيمترات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك أنواع من الأسماك المدرعة أرقى وأكبر حجماً وقد أمكن العثور على بقايا الهياكل العظمية الخارجية من هذه الأسماك وقلّما عُثر على هياكلها الداخلية، ويمكن اعتبار الأسماك مستديرة الفم المعاصرة من أحفاد تلك الأسماك المدرعة القديمة.
و لا يمكن على وجه الدقة تحديد أصل الأسماك المدرعة، بيد أن هناك احتمالاً يشير إلى فصيلتين يمكن أن تكون إحداهما أصل هذه الأسماك، وهما الجرابتوليتا وهي من صف الهِيدرَوَانيات التي تنتمي إلى شعبة الجوفمعويات مثل الهيدرا والمران وغيرهما، والفصيلة الثانية هي التريلوبيتا أو ثلاثية الفصوص، وهي حيوانات قشرية تنتمي إلى شعبة المفصليات. 
و مما يرجح هذا الاحتمال أن كلاً من الجرابوليتا والتريلوبيتا وصلتا إلى أقصى مراحل تطورهما في  العصر السلّوري. قد تكون فصائل أخرى تفرعت عن هاتين الفصيلتين، إلا أنه من الأرجح أن المفصليات كانت هي الأصل في نشأة الأسماك، فلكيّ يعيش كائن حي في الماء على شكل سمكة، ينبغي أن تتوافر فيه بعض الشروط لكي يتلاءم مع هذه  البيئة المائية، حتى يضمن سرعة الحركة في الوسط المائي الثقيل، وطبيعة الجوفمعويات لا تؤيد احتمال وجود هذه الشروط، لكن ثبت أن المفصليات منذ العصر الكامبري في أول الحقب القديمة كانت تتحرك وتزحف على قاع البحر، فمن المحتمل لذلك أنها عاشت على أكثر من صورة، كما يفعل بعض أنواع سرطان البحر حتى الآن في المحيط الهندي.
ولكي يعيش الكائن الحي بطريقة سليمة، يجب أن يزود جسمه بما يساعده على الإحساس بالوسط المحيط به. وقد نتج عن هذه الحاجة نمو أعضاء الحس، وهي أجسام عضوية يمكن أن تتأثر بالجاذبية والطاقة الضوئية والحرارية وغير ذلك.
حلقة الانتقال الأولى بين الفقاريات اللافقاريات لابد أنها كانت كائناً يشبه إلى حد كبير حيوان السهم، ولم يكن لهذا الكائن هيكل داخلي، لكنه كان مزوداً تحت  النخاع الشوكي بجهاز عصبي مركزي، عبارة عن  خيطمن الخلايا المرنة يسمى الحبل العصبي، ومن هذا الكائن البدائي الذي يشبه السهم نشأت الأسماك الغضروفية الأولى، التي تطورت فيما بعد إلى الأسماك العظمية، وتكونت فقرات حول الحبل العصبي لحمايته من الأخطار التي تنتج عن الحركة السريعة التي كانت تقتضيها حياة هذه الأسماك في الماء، ثم تضخم الجزء الأمامي من حبلها العصبي ليكوّن المخ. ونشأت الخياشيم فيما بعد متطورة من الجزء الأمامي من القناة الهضمية في السهيم البدائي، الذي كان يعمل كجهاز للتنفس يمتص الأكسجين المذاب في الماء ويحوله إلى الدم.
بسبب التطور الفجائي العظيم الذي مرت به اللافقاريات خلال  العصر السلوري، يرجح أن التريلوبيتا أو  ثلاثية الفصوص  اضطرت إلى أن توسع مجال حياتها، وأن تزيد من سرعة حركتها، حتى يتسنى لها ضمان البقاء في صراعها مع غيرها من الكائنات البحرية، ويبدو أن بعضها نجح في التلاؤم مع الظروف الجديدة.
وتتطلب سرعة الحركة في الماء شكلاً خاصاً للجسم، يحقق أقل قدر من المقاومة، وتتطلب أيضاً جهازاً يساعد على الاندفاع في الماء، فكان شكل السمكة نتيجة حتمية لظروف البيئة التي عاشت فيها الأسماك الأولى. وهكذا تطورت اللافقاريات إلى هيئة الأسماك المعروفة برؤوسها المدببة التي تتصل بالجسم اتصالاً مباشراً دون عنق. كما بدأ الجزء الخلفي يتدرج في الانحدار عند الوسط، حتى يصل إلى نهاية مدببة عند الذنب، وتطلب الأمر وجود قائمة على نهاية الجسم تساعد سرعة الحركة، فكان لابد أن تتشابه الزعنفة الذيلية، كما دعمت الزوائد الزعنفية الصدرية  بأشعة  قوية قصيرة تساعد السمكة على السباحة السريعة.
و خلال العصر الديفوني أي منذ حوالي ثلاثمائة وخمسين مليون عام حدثت في القشرة الأرضية تغيرات هائلة، نتج عنها أن تطورت الكائنات الحية التي كانت موجودة حينذاك؛ حتى تتلاءم مع ظروف الحياة الجديدة، وحين تعاقبت على الكرة الأرضية فترات من المطر الشديد، وفترات من الجفاف والحرارة، كان على الأسماك أن تتطور حتى تتلاءم مع الظروف المحيطة بها، فكان أن تتطورت إلى أسماك رئوية تستطيع أن تبني لنفسها في الطين جحراً تعيش فيه، وبها ثقب يدخل منه الهواء الجوي، وكانت تبقى في جحورها حتى تجتاز الجفاف، ثم تعاود حياتها في الماء عند هطول الأمطار. وكانت هذه الأسماك الرئوية تنتمي إلى صف الأسماك المصلبة الأجنحة وفيها نشأت  البرمائيات، كالضفدع. والسلمندر.
وقد كانت هناك عدة أنواع من ذوات الغلاصم الكيسية، منها صفّان عاشتا خلال العصرين السلّوري والديفوني، هما الأناسبيدا وكانت تعيش على القاع، ولها درع عظمي صلب يغطي جزءها الأمامي عند الرأس.
وهناك صفات مميزة في تركيب الجسم تدعو إلى الاعتقاد بأن سمك الجلكي والسمك المخاطي  وهما من  الأسماك عديمة الفكوك هما السلالة المباشرة الباقية لهذه الكائنات البائدة التي بدأ حجمها صغيراً لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، ثم ازدهرت في العصرين الديفوني والعصر الكربوني الأدنى، حيث عثر على حفريات من الأسماك المدرعة الرؤوس يبلغ طولها أكثر من ستة أمتار، يرجح أنها أسلاف سمك القرش الذي وجدت له حفريات منوعة مبعثرة في العصرين السلّوري الأعلى والديفوني الأدنى، مما يدل على أن أسماك القرش جاءت بعد الأسماك ذات الغلاصم الكيسية.
من المعتقد أن الأسماك الأصلية، وهي الأسماك العظمية، كانت امتداداً لتطور أحد فروع سمك القرش في أوائل العصر السلّوري، وأقدم فصيلة معروفة من هذه الأسماك هي الحفشيات الأولية التي كانت موجودة في خلال العصر الديفوني، ووصلت إلى أوج نموها خلال العصر الكربوني، وبقيت حتى نهاية العصر الجوراسي وما زالت هناك فصائل قليلة تنتمي إلى هذه الحفشيات الأولية تعيش حتى وقتنا هذا. إلا أن الرتب التي تكون معظم الأسماك العظمية الباقية للآن لم تظهر في الحقب المتوسطة، وكان تطورها سريعاً ويتمثل معظمها في  العصر الإيوسيني  وفي بداية الحقب الحديث.
و تعرف العصور الثلاثة المتأخرة في الحقب القديم بعصر الأسماك، وهي العصر السيلوري والديفوني والكربوني ولكن الأسماك الحقيقية أو العظمية لم تبلغ أوج حياتها إلا في العصر الكربوني ولم تظهر أنواع يمكن مقارنتها بالأسماك الموجودة الآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الثدييات وهو أحدث هذه العصور الجيولوجية.
هناك من أنواع الأسماك العظمية الآن ما يفوق في العدد أي شعبة من شعب الحيوانات الفقارية الأخرى، وتتعدد فيها الأشكال والأحجام والألوان كما يختلف بعضها عن بعض في كثير من الأحيان اختلافاً كبيراً في تركيبها الداخلي، وتعيش في جميع البيئات المائية.
الصفات العامة للأسماك :-
للسمك حراشف وزعانف وغلاصم (خياشيم) يتنفس بها. تسمى القشرة الخاريجة التي تغطي جلد السمك بالفُلوس. مثل  الفقارياتالأخرى، تمتلك الأسماك هيكلاً محورياً أو العمود الفقري. يقع تجويف الجسم الذي يحتوي على الأعضاء الحيوية في الجزء الأمامي من بطن السمكة، أما الجزء الخلفي الذي يقع خلف تجويف الجسم فيتكون معظمه من عضلات ووظيفته الأساسية هي دفع الأسماك في الماء ويسمى بالذيل أو الذنب. يغطى غالباً جسم الأسماك بحراشف. وتكسو جلود الأسماك أيضاً طبقة من مادة مخاطية تكمل ما للقشور من وظائف وقائية؛ فهي تحيط بالفطريات والجراثيم التي قد تعلق بجسم السمكة وتشلّ حركتها فتنزلق وتسقط دون أن تصيبها بضرر، أما إذا فقدت السمكة جزءاً من حراشفها، فإن الميكروبات تستطيع أن تصل إلى الجزء العاري الخالي من المادة المخاطية فتتعرض السمكة لكثير من الأمراض.
كما تتميز الأسماك أيضاً بوجود الزعانف التي تدعمها أشواك شعاعية غضروفية أو عظمية؛ والزعانف تكون فردية أو زوجية.

تصنيف الأسماك :-











الأسماك

مقدمة :-
السمكة هي أي عضو من تلك المجموعة من الكائنات الحية الشبه شُعْبَوِيّة التي تضم جميع الحيوانات المائية  القحفية ذات الخياشيم والتي تفتقر لأطراف ذات أصابع ويندرج تحت هذا التعريف  أسماك الجريث،  والأنقليس، والأسماك الغضروفية والعظمية الحالية، فضلا عن مختلف المجموعات السمكية المنقرضة ذات الصلة. معظم الأسماك هي كائنات خارجية الحرارة ( ذات دم بارد)، مما يسمح لحرارة أجسامها بالاختلاف مع تغير درجات الحرارة المحيطة، على الرغم من أن بعض الأسماك الكبيرة نشطة السباحة مثل  القرش الأبيض  وأسماك التونة  تستطيع أن تحتفظ بدرجة حرارة باطنية أعلى من الحرارة المحيطة. أغلب أنواع الأسماك لها عظام وبعض الأنواع الأخرى مثل القرش ليس لها عظام حقيقية بل هي غضروفية.  بعض الأسماك تكون صغيرة بطول ١ سم أو أقل وبعضها الأخر كبيرة وطويلة قد يصل طولها إلى ١٥ متر ووزنها إلى ١٥ طن كما في سمك القرش والحوت.
يتوافر السمك في معظم المسطحات المائية. ويمكن العثور عليه تقريبا في كل البيئات المائية، ابتداء من الجداول الجبلية العالية (مثل سمك الشار وسمكالقُوبِيُون ) إلى الأعماق السحيقة وحتى الخندقية من أعمق المحيطات (على سبيل المثال، الأنقليس المبتلع وأسماك  أبو الشص). كما أن الأسماك بعضها يعيش في الماء العذب في البحيرات والأنهار والأهوار وبعضها الأخر يعيش في المياه المالحة في البحار والمحيطات. هناك حوالى ٣٢٠٠٠ نوع من الأسماك، وهى بذلك الأكثر تنوعا من أي مجموعة أخرى من  الفقاريات.
السمك مورد من الموارد الهامة للبشر في جميع أنحاء العالم فأكثر أنواعه تعتبر غذاء رئيسيا للبشر. ومن أنواع الأسماك التي تكون مرغوبة أكثر من غيرها هى سمك الكارب وسمك القدّ وسمك الرنجة وسمك السردين وسمك التونة يقوم الصيادون المحترفون والكفافيون باصطياد الأسماك من  المصايد البرية أو باستزراعها في برك أو في أقفاص في المحيط ويتم أيضا صيدها من قبل محبى الصيد الترفيهي أو الرياضي، أو للاحتفاظ بها كحيوانات أليفة من قبل محبى  هواية تربية الأسماك، أو لعرضها في الأحواض العامة. وقد لعبت الأسماك دورا هاما في الثقافة على مر العصور، فوظفت للألوهية وفى الرموز الدينية، وكما وظفت في الفنون والكتب والأفلام.
كلمة "سمك" أو "سمكة" هي مصطلح يتم تعريفة بشكل سلبي، وتُستَبْعَد منه  رباعيات الأرجل (مثل البرمائيات والزواحف والطيور و الثدييات) التي تنحدر من بين ثنايا نفس السلف. لذلك هو مصطلح  شبه شُعْبَوِيّ، ولا يعبر عن تصنيف حيوي سليم في علم الأحياء النظامي. المصطلحات التقليدية الأخري مثل السمكيات pisces أو ichthyes هى مصطلحات نمطية أو نموذجية، ولكنها ليست تصنيف في علم تطور السلالات. بعض الأنواع الأخرى من الحيوانات التي تعيش في البحر مثل نجمة البحر وقنديل البحر تدعى كذلك بالأسماك ولكنها ليست بالأسماك. أيضا الكائنات الرخوية ذات الصدف مثل المحاريات المختلفة، والقشريات مثل الروبيان والجمبري والسلطعونات ليست بالأسماك.
أقدم الكائنات الحية التي يمكن أن تصنف بأنها من الأسماك هى الحبليات رخوة الجسم التي ظهرت للمرة الأولى خلال العصر الكمبري. ومع أنها افتقرت إلى عمود فقري حقيقي، فإنها امتلكت أحبال ظهرية سمحت لها أن تكون أكثر مرونة من نظرائها من اللافقاريات. استمرت الأسماك في التطور خلال  الحقبة الأولّية، وتنوعت لضروب واسعة من الأشكال. العديد من أسماك الحقبة الأولّية طورت دروعا خارجية لتحميها من الحيوانات المفترسة. أول أسماك لها  فكظهرت في  العصر السيلوري، وبعدها أصبح العديد منها (مثل أسماك القرش) ضوارٍ بحرية هائلة بدلا من كونها مجرد فريسة للكائنات من شعبة مفصلات الارجل.  
تاريخ الأسماك :-
لا يعرف بدقة متى انتقلت اللافقاريات إلى  فقاريات، لأن هذا الانتقال تم منذ عهد سحيق يتجاوز أربعمائة وخمسين مليون سنة، أي في العصر السلّوري الأدنى، والمعروف أن الأسماك هي الفقاريات الأولى التي ظهرت على سطح  الأرض، وكانت جميعها في أول الأمر تنتمي لمجموعة الأسماك المدرعة.
وحتى العصر السلّوري الأعلى كانت أنواع الأسماك لا تزيد في الطول على عشرة سنتيمترات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك أنواع من الأسماك المدرعة أرقى وأكبر حجماً وقد أمكن العثور على بقايا الهياكل العظمية الخارجية من هذه الأسماك وقلّما عُثر على هياكلها الداخلية، ويمكن اعتبار الأسماك مستديرة الفم المعاصرة من أحفاد تلك الأسماك المدرعة القديمة.
و لا يمكن على وجه الدقة تحديد أصل الأسماك المدرعة، بيد أن هناك احتمالاً يشير إلى فصيلتين يمكن أن تكون إحداهما أصل هذه الأسماك، وهما الجرابتوليتا وهي من صف الهِيدرَوَانيات التي تنتمي إلى شعبة الجوفمعويات مثل الهيدرا والمران وغيرهما، والفصيلة الثانية هي التريلوبيتا أو ثلاثية الفصوص، وهي حيوانات قشرية تنتمي إلى شعبة المفصليات. 
و مما يرجح هذا الاحتمال أن كلاً من الجرابوليتا والتريلوبيتا وصلتا إلى أقصى مراحل تطورهما في  العصر السلّوري. قد تكون فصائل أخرى تفرعت عن هاتين الفصيلتين، إلا أنه من الأرجح أن المفصليات كانت هي الأصل في نشأة الأسماك، فلكيّ يعيش كائن حي في الماء على شكل سمكة، ينبغي أن تتوافر فيه بعض الشروط لكي يتلاءم مع هذه  البيئة المائية، حتى يضمن سرعة الحركة في الوسط المائي الثقيل، وطبيعة الجوفمعويات لا تؤيد احتمال وجود هذه الشروط، لكن ثبت أن المفصليات منذ العصر الكامبري في أول الحقب القديمة كانت تتحرك وتزحف على قاع البحر، فمن المحتمل لذلك أنها عاشت على أكثر من صورة، كما يفعل بعض أنواع سرطان البحر حتى الآن في المحيط الهندي.
ولكي يعيش الكائن الحي بطريقة سليمة، يجب أن يزود جسمه بما يساعده على الإحساس بالوسط المحيط به. وقد نتج عن هذه الحاجة نمو أعضاء الحس، وهي أجسام عضوية يمكن أن تتأثر بالجاذبية والطاقة الضوئية والحرارية وغير ذلك.
حلقة الانتقال الأولى بين الفقاريات اللافقاريات لابد أنها كانت كائناً يشبه إلى حد كبير حيوان السهم، ولم يكن لهذا الكائن هيكل داخلي، لكنه كان مزوداً تحت  النخاع الشوكي بجهاز عصبي مركزي، عبارة عن  خيطمن الخلايا المرنة يسمى الحبل العصبي، ومن هذا الكائن البدائي الذي يشبه السهم نشأت الأسماك الغضروفية الأولى، التي تطورت فيما بعد إلى الأسماك العظمية، وتكونت فقرات حول الحبل العصبي لحمايته من الأخطار التي تنتج عن الحركة السريعة التي كانت تقتضيها حياة هذه الأسماك في الماء، ثم تضخم الجزء الأمامي من حبلها العصبي ليكوّن المخ. ونشأت الخياشيم فيما بعد متطورة من الجزء الأمامي من القناة الهضمية في السهيم البدائي، الذي كان يعمل كجهاز للتنفس يمتص الأكسجين المذاب في الماء ويحوله إلى الدم.
بسبب التطور الفجائي العظيم الذي مرت به اللافقاريات خلال  العصر السلوري، يرجح أن التريلوبيتا أو  ثلاثية الفصوص  اضطرت إلى أن توسع مجال حياتها، وأن تزيد من سرعة حركتها، حتى يتسنى لها ضمان البقاء في صراعها مع غيرها من الكائنات البحرية، ويبدو أن بعضها نجح في التلاؤم مع الظروف الجديدة.
وتتطلب سرعة الحركة في الماء شكلاً خاصاً للجسم، يحقق أقل قدر من المقاومة، وتتطلب أيضاً جهازاً يساعد على الاندفاع في الماء، فكان شكل السمكة نتيجة حتمية لظروف البيئة التي عاشت فيها الأسماك الأولى. وهكذا تطورت اللافقاريات إلى هيئة الأسماك المعروفة برؤوسها المدببة التي تتصل بالجسم اتصالاً مباشراً دون عنق. كما بدأ الجزء الخلفي يتدرج في الانحدار عند الوسط، حتى يصل إلى نهاية مدببة عند الذنب، وتطلب الأمر وجود قائمة على نهاية الجسم تساعد سرعة الحركة، فكان لابد أن تتشابه الزعنفة الذيلية، كما دعمت الزوائد الزعنفية الصدرية  بأشعة  قوية قصيرة تساعد السمكة على السباحة السريعة.
و خلال العصر الديفوني أي منذ حوالي ثلاثمائة وخمسين مليون عام حدثت في القشرة الأرضية تغيرات هائلة، نتج عنها أن تطورت الكائنات الحية التي كانت موجودة حينذاك؛ حتى تتلاءم مع ظروف الحياة الجديدة، وحين تعاقبت على الكرة الأرضية فترات من المطر الشديد، وفترات من الجفاف والحرارة، كان على الأسماك أن تتطور حتى تتلاءم مع الظروف المحيطة بها، فكان أن تتطورت إلى أسماك رئوية تستطيع أن تبني لنفسها في الطين جحراً تعيش فيه، وبها ثقب يدخل منه الهواء الجوي، وكانت تبقى في جحورها حتى تجتاز الجفاف، ثم تعاود حياتها في الماء عند هطول الأمطار. وكانت هذه الأسماك الرئوية تنتمي إلى صف الأسماك المصلبة الأجنحة وفيها نشأت  البرمائيات، كالضفدع. والسلمندر.
وقد كانت هناك عدة أنواع من ذوات الغلاصم الكيسية، منها صفّان عاشتا خلال العصرين السلّوري والديفوني، هما الأناسبيدا وكانت تعيش على القاع، ولها درع عظمي صلب يغطي جزءها الأمامي عند الرأس.
وهناك صفات مميزة في تركيب الجسم تدعو إلى الاعتقاد بأن سمك الجلكي والسمك المخاطي  وهما من  الأسماك عديمة الفكوك هما السلالة المباشرة الباقية لهذه الكائنات البائدة التي بدأ حجمها صغيراً لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، ثم ازدهرت في العصرين الديفوني والعصر الكربوني الأدنى، حيث عثر على حفريات من الأسماك المدرعة الرؤوس يبلغ طولها أكثر من ستة أمتار، يرجح أنها أسلاف سمك القرش الذي وجدت له حفريات منوعة مبعثرة في العصرين السلّوري الأعلى والديفوني الأدنى، مما يدل على أن أسماك القرش جاءت بعد الأسماك ذات الغلاصم الكيسية.
من المعتقد أن الأسماك الأصلية، وهي الأسماك العظمية، كانت امتداداً لتطور أحد فروع سمك القرش في أوائل العصر السلّوري، وأقدم فصيلة معروفة من هذه الأسماك هي الحفشيات الأولية التي كانت موجودة في خلال العصر الديفوني، ووصلت إلى أوج نموها خلال العصر الكربوني، وبقيت حتى نهاية العصر الجوراسي وما زالت هناك فصائل قليلة تنتمي إلى هذه الحفشيات الأولية تعيش حتى وقتنا هذا. إلا أن الرتب التي تكون معظم الأسماك العظمية الباقية للآن لم تظهر في الحقب المتوسطة، وكان تطورها سريعاً ويتمثل معظمها في  العصر الإيوسيني  وفي بداية الحقب الحديث.
و تعرف العصور الثلاثة المتأخرة في الحقب القديم بعصر الأسماك، وهي العصر السيلوري والديفوني والكربوني ولكن الأسماك الحقيقية أو العظمية لم تبلغ أوج حياتها إلا في العصر الكربوني ولم تظهر أنواع يمكن مقارنتها بالأسماك الموجودة الآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الثدييات وهو أحدث هذه العصور الجيولوجية.
هناك من أنواع الأسماك العظمية الآن ما يفوق في العدد أي شعبة من شعب الحيوانات الفقارية الأخرى، وتتعدد فيها الأشكال والأحجام والألوان كما يختلف بعضها عن بعض في كثير من الأحيان اختلافاً كبيراً في تركيبها الداخلي، وتعيش في جميع البيئات المائية.
الصفات العامة للأسماك :-
للسمك حراشف وزعانف وغلاصم (خياشيم) يتنفس بها. تسمى القشرة الخاريجة التي تغطي جلد السمك بالفُلوس. مثل  الفقارياتالأخرى، تمتلك الأسماك هيكلاً محورياً أو العمود الفقري. يقع تجويف الجسم الذي يحتوي على الأعضاء الحيوية في الجزء الأمامي من بطن السمكة، أما الجزء الخلفي الذي يقع خلف تجويف الجسم فيتكون معظمه من عضلات ووظيفته الأساسية هي دفع الأسماك في الماء ويسمى بالذيل أو الذنب. يغطى غالباً جسم الأسماك بحراشف. وتكسو جلود الأسماك أيضاً طبقة من مادة مخاطية تكمل ما للقشور من وظائف وقائية؛ فهي تحيط بالفطريات والجراثيم التي قد تعلق بجسم السمكة وتشلّ حركتها فتنزلق وتسقط دون أن تصيبها بضرر، أما إذا فقدت السمكة جزءاً من حراشفها، فإن الميكروبات تستطيع أن تصل إلى الجزء العاري الخالي من المادة المخاطية فتتعرض السمكة لكثير من الأمراض.
كما تتميز الأسماك أيضاً بوجود الزعانف التي تدعمها أشواك شعاعية غضروفية أو عظمية؛ والزعانف تكون فردية أو زوجية.

تصنيف الأسماك :-











اقرء المزيد

    تابعونا علي فيس بوك

    Blogger Tips and TricksLatest Tips For BloggersBlogger Tricks
    يتم التشغيل بواسطة Blogger.

عن المدونة

اتفاقية الاستخدام

سياسة الخصوصية Privacy Policy